70 عامًا على الأونروا اللاجئون الفلسطينيون من منظور شامل

خاتمة أكدت البحوث الأولية مدى سعة الحيلة عند المجتمعات المهجرة والمستقبِلة على السواء، وكيف نجحت في البقاء رغم الشدائد بفضل التضامن والتعاضد قبل أن تصل المعونة الدولية بوقت طويل. ولهذا النموذج الاســتيعابي ملابســات وآثار مترامية النتائج بالنســبة إلى قضيتين مترابطتين وإن طال الســكوت عنهما: الأولى: هي إعادة كتابة فصل في تاريخ الفلســطينيين ظل مفتقرًا إلى القدر المســتحق من البحث والاســتقصاء لتوصيــف فترة عمّها الاضطراب والســلبية. والثانية: هي أن دراســة الحالــة الماثلة تميــط اللثام عن إرث وأعراف مــن التضامن والالتزام بلغ من قوتها أن كشــفت عن المواقف الإقليمية القائمة على التعاطف والاســتيعاب، حتــى وإن قوبلــت بالتجاهل في الماضي والحاضر كلما نوقشــت قضية اللاجئين في الشــرق الأوســط في المحافل الإعلامية والسياسية. وتلكم مسألة لها أثرها في الصــورة الذهنيــة وفي الخيارات العملية الممكنة للتعاطي مع قضية اللاجئين اليوم في ضوء المعضلات الراهنة. إن اســتيعاب اللاجئين في مجتمع صغير عديم التمكين وظاهر الفقر نســبيًا لهو حالة تاريخية مبهرة في تاريخ اســتلاب فلســطين وما بعده، وهي حالة حافلة بالدروس المستفادة حيال أزمة النازحين واللاجئين الحالية. والحق أنه وعلى الرغم من الضعف الواضح في ذلك المجتمع إلا أنه تمكن من تقديم واقع بصفات الدولة حيث لا دولة. وبالمقارنة حتى بأفضل الحالات المســجلة لاستيعاب اللاجئين في ) فيكاد يســتحيل على الباحث إيجاد 2012 أزمــة اللاجئيــن الحالية (المندلعة في حالــة مماثلــة للتضامن فيها دور ومهام (مقارنة بالسياســات والقدرات والمواقف الاجتماعيــة). كمــا أن ذلك التضامن المثبت في الحالة النابلســية لم يكن جديدًا، فغالبًا ما دعت الظروف إلى ذلك في مواجهة كوارث طبيعية عصفت بالبلدة، وقد المرعب الذي تمكن أهل نابلس 1927 كان لذلك شواهد قوية لاسيما خلال زلزال من التعامل مع فاجعته بفضل التضامن وتدخل البلدية.

41

Made with FlippingBook Online newsletter