وطنهم/البلــد المضيف، وصفة اللاجئيــن في الضفة الغربية؛ فإنهم حريصون على تدعيم هوية اللجوء المميزة لهم، وذلك رمزيًا وقانونيًا وسياسيًا. تكتسي مفاهيم الوطن والمخيم وهوية اللجوء معاني بالغة الأهمية -وإن طالها التغير المســتمر- في ســبيل كفاح اللاجئين لنيل الحقــوق والتمثيل؛ فلطالما لجأ اللاجئون (لاســيما من يقطن المخيمات) إلى تجســيد حضورهم في صور التمثيل الوطنــي وفــق نهج هابط (من القمة إلى القاعدة) إما على هيئة مقاتلين مقاومين أو . كما تعرّض اللاجئون -لاسيما ( (( ضحايا ســلبيين للاعتداءات الوحشية الإسرائيلية فــي العقود الأولى عقب النكبة- للوصــم بوصفهم فلاحين فقراء لا أراضي لهم، . وبذلك ارتســمت خطــوط الهوية الفاصلة ( (( فحلّــوا فــي قاع الهرمية الاجتماعية بين اللاجئين وغيرهم ارتســامًا مختلفًــا باختلاف اللحظات التاريخية. وقد حرص اللاجئــون خلال تلك العمليــة على الموازنة بين صفة العضوية المزدوجة لهم في المجتمع الوطني الفلسطيني ومجتمع اللجوء. أعتمــد في هذه المقالة علــى العمل الميداني الإثنوغرافي المتمم في مخيمي بغية تتبع التحولات في الأدوار والمعاني المرتبطة ( (( الدهيشة وعايدة بالضفة الغربية بهويــة اللجوء، والمخيم والوطن، مع التركيــز على ثلاث فترات تاريخية متمايزة: )، وما بعد أوســلو 1993-1987 ، والانتفاضة الأولى ( 1948 أعقــاب النكبة في ، " الذاكرة، والوكالة، والسردية المقابلة: شهادات من مخيم جنين للاجئين " ،) 2007 طبر، إل، ( ( ( ( . 1 ، الرقم 21 دورية كريتيكال آرتس، العدد من المنفى إلى المواطنة: التحولات في الهوية الاجتماعية للاجئين " ،) 1997 بشارات، ج، ( ( ( ( ، في غوبتا، إيه وفيرغسن، إل (طبعة منقحة)، القوة الثقافية، المكان: " الفلسطينيين بالضفة الغربية استكشافات في الأنثروبولوجيا النقدية، ديوك يونيفرسيتي برس. أجري هذا البحث الإثنوغرافي بالاشتراك مع ربى صالح (كلية لندن للدراسات الشرقية ( ( ( والإفريقية)، وشمل عمً ميدانيّا في الأردن والضفة الغربية ولبنان. أناقش في هذه المقالة المواد المستقاة من الضفة الغربية فحسب، مع التركيز على مخيمي عايدة والدهيشة للاجئين الفلسطينيين. كلا المخيمين واقع في منطقة بيت لحم منذ أن أنشأتهما الأونروا بُعيد النكبة، ويمتازان اليوم بكثافة سكانية عالية ومعدلات بطالة مرتفعة.
65
Made with FlippingBook Online newsletter