ذهبنا إلى الدهيشة وبنينا سقيفة، لم يسبق لنا عمل ذلك البتة [...] ثم جاءت الأونروا وبنت مباني للاجئين. حصلت كل عائلة من أربعة متر. ماذا عســانا أن 5 X 3 أفراد على غرفة صغيرة للغاية بمســاحة نفعل؟ أين نذهب؟ كانت الســماء ســقفنا، والعراء أرضنا [...] كان الوضــع فــي بيت جالا أفضل. كنا نعيش فــي منزل على الأقل. كان الماء يخترق الطين ويصل إلينا، وكانت السماء تمطر علينا وعلى كل شيء من حولنا. [...] لم نجد شيئًا حسنًا: كان المكان مزدحمًا بمن لا نعــرف، [لكن حينها] اجتمعــت عائلات من رأس أبو عمار حول . ( (( منزلنا؛ وبنوا ملاجئهم حولنا كانــت أم محمــد حينها زوجة مختار القرية، قريــة رأس أبو عمار، ولم تفقد أرضها فحســب، بل فقدت معهــا ممتلكاتها ومصادر كســبها، والأدهى من ذلك وضعها الاجتماعي جرّاء الطرد والتهجير. ومن ثم، فإن الفترة الوجيزة التي قضتها في العيش الحضري ببيت جالا داخل منزل مؤجر تتناقض تناقضًا إيجابيًا مع حالة الاســتلاب والعوز الصارخة في المخيم. ومــع ذلك، تنتهي حكاية أم محمد بنبرة سعيدة؛ إذ استعادت شعورًا بالألفة والمجتمع القريب عندما بدأت عائلات رأس أبو عمار في التجمع حول سقيفة عائلتها بالمخيم. اجتمع معظم اللاجئين القادمين إلى المخيمات في البداية حول أقاربهم وجيرانهم من القرى التي وفدوا منها. فشكّلت علاقات العائلة والقرابة والقرية رابطًا اجتماعيًا يولّد شعورًا بالأمان، واستمرت حياة . ( ( ( ما قبل النكبة تؤدي دورًا مهمًا في تنظيم المخيم وإدارته . 2012 أم محمد، مخيم الدهيشة، ( ( ( بخصوصالأهمية المستمرة لهياكل القربى والجوار القروي في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، ( ( ( ) النوع الاجتماعي في الأزمة: المرأة وحركة المقاومة الفلسطينية، 1991 انظر: بيتي، جيه. ( ) مشهد الأمل واليأس. مخيمات 2005 نيويورك: كولومبيا يونيفرسيتي برس؛ جيه. بيتي، جيه ( الفلسطينيون: من " اللاجئين الفلسطينيين، فيلادلفيا، يونيفرسيتي أوف بنسلفانيا برس؛ صايغ، المنزل بوصفه مانعًا: استذكار النزوح وعيشه في " ) 2006 ؛ فيلدمان، إ. ( " فلاحين إلى ثوار ) تواريخ القرى الفلسطينية: 2011 ؛ ديفيس، آر ( 47-10 :) 2 ( 18 ، دورية التاريخ والذاكرة " غزة جغرافيات النزوح، ستانفورد: ستانفورد يونيفرسيتي برس.
70
Made with FlippingBook Online newsletter