قدّمــت الأونــروا إلى اللاجئين في البداية ملاجــئ صغيرة، ثم أقامت هياكل أقــدر على الدوام بمعدل غرفة لكل أســرة من أربعة أفــراد، مع مرحاض ومطبخ . غير أن إنشاء هياكل أدوم اقترن بمبعث قلق تمثّل في مقاومة اللاجئين ( (( خارجيين لبرنامج الأونروا منذ بداية الخمسينات، وهو البرنامج الذي استهدف استبدال هياكل أدوم بالخيــام وبناء نظام للــري؛ إذ ارتاب اللاجئون من أن يؤدي ذلك إلى تهديد . وبالمثل، شــهدت ( (( وضعهــم المتمثل فــي كونهم مقيمين مؤقتين بالضفة الغربية الســبعينات وعدًا من الإدارة المدنية الإســرائيلية لقاطني الدهيشــة بتدعيم ظروف الســكن خارج حدود المخيم نظير تخليهم عن بطاقات التســجيل لدى الأونروا؛ فرفض قاطنو المخيم ذلك إذ رأوا فيه محاولة للتوطين الدائم الذي من شــأنه أن . ( (( يؤدي إلى تبديد حقهم في العودة خلاصة القول: إن العقود الأولى بعد النكبة شهدت تشكيل هوية اللجوء في الضفــة الغربية مــن خلال تفاعلات مع قاطني الضفة الغربيــة، أما مفاهيم الطبقية والمخيــم والتضامن فيما بين اللاجئين على نســق القرى التي جمعتهم قبل النكبة فقد كان لها دور مهم في تشكيل هياكل اللجوء والهوية والحقوق، إلى جانب دور الجهاز المؤسسي والسياسات المتبعة من الأونروا. كان التسجيل لدى الأونروا مهمًا بالنسبة للاجئين كي ينالوا الدعم، في حين طالب اللاجئون الميسورون في البلدات والقرى بالتســجيل لدى الوكالة أيضًا. ومن ثم، حمل التســجيل لدى الوكالة دلالة رمزية وسياســية مفادها تقوية أوضاع اللاجئين وحقوقهم، إلى جانب التشديد على في الضفة الغربية. " ضيوفًا " الوضع المؤقت للاجئين بوصفهم
. 43 ،ص " مواجهة الاحتلال " روزنفيلد، ( ( ( . 172-171 ،ص " من المنفى إلى المواطنة " بشارات، ( ( ( . 23 ،ص " إنتاج المساحة " أبو رحمي وهلال، ( ( (
71
Made with FlippingBook Online newsletter