. وذكرت ( (( " ارتقى المخيم إلى رمزيــة العائلة الواحدة " ؛ حيث " الجامعــة للمخيــم ســاهرة فــي وقت لاحق تواريخ محددة في حيــاة اللاجئين وأزمات الفقد والقمع بوصفها عوامل حفزت الحراك السياسي والمقاومة. وبسؤال ساهرة عن سبب اشتداد في المخيم هو " المقاومــة في المخيمات عنها فــي المدن، أجابت بأن الوضع هنا ، فأقامت بذلك رابطًا بين هوية اللجوء والمقاومة، " سواسيتنا جميعًا في صفة اللجوء وأردفت موضحة: المعرّضون للسطوة والقمع موجودون في المخيمات. المقاومة معظمها فــي المخيمات. هنا ما زال يوجد أنــاس أُخرجوا من بيوتهم بغير حق، يحيون على أرض ليست لهم البتة، وحقوقهم مهضومة، حتى في الهواء الذي يتنفسونه. منزلي ملاصق لمنزل جاري، فحتى الأنفاس عسيرة. تشــهد حكاية ســاهرة على ظهور هوية فريد ومتغيرة فــي صفوف اللاجئين بالمخيمــات. تشــاطر الجيل الســابق صدمــة التهجير، وهي صدمة مســتمرة في معضــ ت اللاجئين الحالية المتمثلة في اســتلاب مخيماتهم. وقد أفضت ظروف المعيشة القاسية إلى روابط وثيقة فيما بين قاطني المخيمات تكاد تضارع علاقات الــدم والمصاهرة. بيد أنه وفي حين تســتند حكايــة أم محمد اللاحقة على النكبة (كما ورد آنفًا) إلى علاقات القرابة والدم، فإن حكاية ســاهرة تكشــف عن ســيادة علاقــة مبتكرة بين قاطني المخيم، فأصبح بذلك مصدرًا ورمزًا للتقارب حتى صاغ علاقــات اجتماعية قائمة على الرعاية والتضامن والمقاومة، وهذا تطور تعذّر على المدينة والأماكن الحضرية (من منظور ســاهرة) إنتاجه بأســلوب مماثل. تبين أنه مــن هذا المنطلــق المميز المتمثل في هوية اللجوء بالمخيمات (أي الهوية الكامنة في نفوس قاطنيها المتشــاطرين معضلات النفي والنزوح والاستلاب) انبعثت ثقافة سياسية محددة قوامها مقاومة اللاجئين. وتناغمت تلك الهوية السياسية المنبعثة من رحم اللجوء مع رموز المقاومة الوطنية الفلسطينية وصمودها، لكنها راسخة رسوخًا تاريخيًــا مميزًا في صعــود الانتفاضة الأولى وعلى قدرهــا، مع جذور ضاربة في عمق المخيم. . 2014 ساهرة، مقابلة، مخيم عايدة، ( ( (
76
Made with FlippingBook Online newsletter