70 عامًا على الأونروا اللاجئون الفلسطينيون من منظور شامل

لإدارة السلطة الفلسطينية. وبذلك يسبغون فعليًا -ولو بصورة رمزية- معنى سياسيًا . ( (( على التفويض غير السياسي الملتصق بالأونروا ولما كان اللاجئون بالضفة الغربية في منطقة واقعة بين الســلطة الفلســطينية وهيئاتها البلدية والأمم المتحدة ولجان المخيمات المحلية، فقد باتوا لا يقبلون بأي منها ممثً سياســيًا وحيدًا متكامً لهم، والأثر المتحقق من تلك المتاهة الممزعة بين عدة إدارات منفصلة ويخضع لها اللاجئون حكمًا ويتفاعلون معها تفاوضًا إنما يتجلّى في ترك اللاجئين بلا تمثيل سياسي وافٍ؛ إذ يشترك الكثير من المؤسسات والجهات السياســية في إدارة شؤون اللاجئين وتمثيلهم هم والمخيمات وقاطنيها. ومع ذلك فلم يقدم أي منهم منصة واقعية تتيح للاجئين التعبير عن أنفسهم والنضال من أجل حقوقهم. وترتيبًا على هذا الوضع المتزعزع الذي لا يجد فيه اللاجئون تمثيً ولا قيادة سياســية مستقرة مناســبة، فقد شرع لاجئو الضفة الغربية في الانخراط المتزايد في مبــادرات الاعتماد على الذات والتمثيل الذاتي. وهي مســار نضالي يتخلله ظهور مخيم اللجوء بوصفه موقعًا إيجابيًا للهوية والتضامن والانتماء بالنسبة للاجئين. قدمــتُ آنفًا قبسًــا من كلمات ســاهرة بخصوص وحــدة القاطنين في مخيم عايدة خلال الانتفاضة، وأكدت فيها أن المخيم اليوم يحمل تلك المعاني العاطفية المرتبطة بالهوية، وهذا آخر قبس من كلامها: سنوات في مجمع سكني بمنطقة الكركفة، 5 تركنا [المخيم] وعشنا في المدينة. لم نحببها، فعدنا أدراجنا. لا نستطيع العيش خارج المخيم. [...] نظرًا للاختلافات الاجتماعية بيننا وبين من يعيشــون في المدن. تناولت إيلانا فيلدمن، بتحليل مقنع ومستفيض، كيفية توجيه الخطاب المتعلق بالعمل الإنساني ( ( ( الحال " ) 2012 من جانب اللاجئين توجيهًا يراد به دعاوى سياسية. انظر، مث ً، فيلدمن، إ. ( . الإنسانية: الدورية الدولية لحقوق الإنسان، " الإنسانية: اللاجئون الفلسطينيون وسياسة العيش ) الحياة 2018 ؛ فيلدمن، إ. ( " ما هو المخيم؟ " ؛ فيلدمن، 172-155 ، ص. 2 ، الرقم 3 العدد المعيشة في طل الإغاثة: المعضلات الإنسانية والعمل السياسي بشأن اللاجئين الفلسطينيين، يونيفرسيتي أوف كاليفورنيا برس.

83

Made with FlippingBook Online newsletter