التهديدات الأمنية غير التقليدية غربي المحيط الهندي وخليج عدن

خاتمة مفهـوم الأمنتحول كبي، خ ل النصفالأخي من القـرن العشرين، فلم طـرأ ع يعـدمحـور اهتممـه الفـرد، أو الحاكـم، أو النظام السـياسي، أو الدولة، أيّا منهما بمعزلعن الآخـر، بـل تعدى ذلك ليشـمل الجميـع. ولم يعد مجالـه مرتبطا بالقوة العسـكرية وحدها، بـل تطـور بتطـور كيـان الدولـة، وتنـوّع وتعـدد مصـادر التهديـد، سياسـيا، اقتصاديـا، واجتمعيـا، وبيئيـا، ونحـو ذلـك. وكان لمـا أنتجتـه التطـوراتالتقنيـة وذللتـه منصعاب أمـام الجمعـات الإجراميـة والتنظيمات الإرهابيـة، أن أضيفـت أنماط إلى التهديداتغي التقليديـة، مثـل: التهديـد السـيباني، بما فيه مـا يجريفي المجـال البحري، الـذي ينظر إليه بوصفـه تهديـدا غير مُدرك، وسيشـهد مجاله تطـورا كبيا في المسـتقبل. تظـل ُـج التعـاون، بمسـتوياتها الدوليـة، والإقليميـة، ودون الإقليميـة، وسـيلة فعالـة لمواجهـة التهديـداتغير التقليديـة. فمهم بلغت الدولـة من قوة، ومكانـة، وموقع استراتيجي، لا يمكنهـا، بمفردهـا، التغلبعلى التهديد، الذي يتطلـبدعم دول أخرى، أو هيئـاتدوليـة معنيـة بهـذا التهديـد، فقد أصبـح العمل الجمعيسـمة عصريـة لمواجهة التهديـداتغير التقليديـة، التـي تتعـرضلهـا الـدول، أو المصالـح المشتركة، ومن ذلك المصالـح البحريـة، التـي تهددهـا مناشـط غي مشروعـة، مثل: القرصنة والسـطو المسـلح السـفن، وتلويـثالبحار. ع وتشـكل التنميـة، بمختلـف أوجههـا، سياسـة مثاليـة لتحقيق أمـن ورفاهيـة الدول، مـنخ ل ما تضطلـع به المناشـط الاقتصاديـة؛ ولذلكمثّـل الاقتصـاد الأزرق نهجا رديفا للاقتصـاد الأخضر، لما يوفره من موارد إضافية، بالاسـتغلال المسـتدام للبحار والمحيطات، مواجهـة الفقـر، والعـوز، والعطالـة؛ لكونهـا دوافـعلانخـراط الـذي يسـاعد الـدول ع الشـبابفي التنظيمات الإجراميـة والإرهابية، والمناشـط الاسـتثمرية غير المشروعة. وهكـذا فـإن الاقتصاد الأزرق مصفوفـة متنوعة الموارد، توفرها المناشـط الاقتصادية في البحـار والمحيطـات، للـدول السـاحلية وغيهـا، فيظـل تراجـع وفرة المـوارد القارية، وتزايـد العطالـة، لكنـه يحتـاج إلى بيئـة بحريـة آمنـة ومسـتقرة، توفـر الأمـن للمناشـط الاقتصاديـة، وحمايـة البيئـة البحرية من التلوث، وتمنع الاسـتغلال غي المسـتدام لمواردها.

59

Made with FlippingBook Online newsletter