بــنــجــامــيــن فــرانــكــلــيــن، أرسطو أمريكا نتداول صورته بشكل شبه يومي دون علم غالبيتنا لمن تعود هذه الصورة، إنها صورة مرسومة على العملة الأمريكية من فئة المئة دولار الذي لم تكن صورته لتوضع على هذه العملة لولا أنه أحد رجالات أمريكا العظام، ومؤسسيها الكبار، إنه بنجامين فرانكلين. كان بنجامين فـرانـكلـين ذا عبقريـة فـذة، وعـلـى العـكـس مـن جميـع الـرواد والعِظـام مـن العلمـاء، فإن الأمـريكي فـرانـكلـين لم يكـن متمـيزاً في المجـال العلمي فقط، لكنـه كـان لامعـاً في عـدد كبـير مـن المجـالات؛ فقد قدم للعلم الكثير خلال خمسسنوات م). بينما عمـل خــلال فــترات أخــرى مــن 1752 - م 1747 فقط ( حياتـه في مجالات أخرى مختلفة تماماً، فقد كان ناشراً مرموقا وصحفياً ناجحاً وناقداً ومخترعاً وسفيراً مشهوراً، كمـا عمـل بالسياسة في وقـت حـرج من التـاريخ الأمـريكي. وكـان واحداً من الخمسة الموقعين على إعلان استقلال أمريكا عن بريطانيـا م، وكان من المشاركين بفاعلية في إعداد الدستور 1776 في عـام الأمريكي. مـا حققه فـرانـكلـين في الفيزياء لا يمكن ذكره في كلمات، فقد كـان رائـداً في فـهم ممـيزات وصفـات الكهرباء، أصبـح فـرانـكلـين شـغوفاً بالكـهرباء وهو في الأربعـين مـن عمـره، وبـدأ تجاربـه عليـها، وسـرعان مـا أدرك أنـها موضــوع جديــر بالدراسـة العلميـة والبحـث، فتنـازل عـن اهتماماتـه في الطباعــة وخصـص خمـس سنوات من عمره لـدراسة الكـهرباء. ولأن فـرانـكلـين كان يعتقد أن في البرق نوعا من الكـهرباء، وهو الاعتقاد الذي لم تقتنع به الجمعية الملكية في البداية واصفة إياه كضرب من الخيال، إلا أن العالمين الفرنسيين دلور وداليبار اهتما به، حيث وضعا نظرية فرانكلن موضع الاختبار، م) قضيباً حديدياً مدبباً طوله 1752 فأقاما في حديقة بماري ( خمسون قدماً، ونبها على حارس الحديقة بأن يلمس القضيب بسلك نحاسي معزول إن مرت في غيابهما سحب رعدية فوق رأسه. وجاءت السحب، ولمس الحارس القضيب لا بالسلك فقط بل بيده كذلك، فتطاير الشرر وطقطق، وصدم الحارس صدمة عنيفة، وأيد دلور وداليبار رواية الحارس بمزيد من الاختبارات، وأبلغا أكاديمية العلوم الباريسية أن "فكرة فرانكلن لم تعد حدساً بل حقيقة". واستمر فرانكلين في تجاربه؛ فأطلـق طائرة ورقية أثناء العاصفة، مربوطة بـخيط طـويل، مثبت في نهايته مكثف وقـد شـحنت الكهرباء هـذا المكثف فـعلاً، ومـن ذلـك أدرك أهميـة
وجـود جـهاز يمنـع الآثـار الضارة الناجمة عـن الصـواعق فوق المباني، حيث صمم مانع الصواعق الذي يوضع فوق المباني العالية اليوم، وعندما أرسلت مؤلفاته إلى إنجلترا، تم تقديره واختير عضواً في الجمعية الملكية. ومن اختراعاته الأُخرى: فرن حديدي يُعرف باسم موقد فـرانـكلـين، وهو لا يـزال يسـتخدم حتـى اليوم. والنظــارة مزدوجــة العدسـة، ومصـابيح الشوارع والكرسـي الهـزاز وآلة الهارمـونيكا الموسيقية، وعداد المسافات ومانـع لـتسرب الماء يستخدم في السـفن، وهو أول من فكر بالتوقيت الصيفي لزيادة ساعات ضوء النهار. لم يقدم فـرانـكلـين على براءة تسجيل أي من اختراعاته، لإيمانه في التبادل الحر للأفكار والمعلومات وقد كتب عن ذلك يقـول: "كمـا نتمتع نحـن بـالمميزات مـن اختراعـات الآخريـن، فإنه يجـب علينا أن نكـون سعداء بإتاحة الفرصـة لنا لخدمة الآخرين باختراعاتنا". م غير أن فيلادلفيا 1706 ولد فرانكلين في مدينة بوسطن عام تُذكر بوصفها موطن فرانكلين، حيث إنه عاش في فيلادلفيا م. 1790 لفترة طويلة ودفن فيها عام
25
Made with FlippingBook Learn more on our blog