عناصر أخرى ويعتبر من أغلى المعادن النفيسة ولهذا العنصر أهمية كبيرة في علاج الأورام السرطانية، كما يستخدم في التنقيب عن البترول وعمليات الطلاء، ولكن في الفترة الأخيرة تضاءل استخدامه لغلائه وإمكانية الضرر الناجمة عنه واستبدل بعناصر أخرى كالكوبالت. وبعد أن حققا انتصارهما العلمي، طار صيت ماري وبيير كوري في العالم أجمع، وأخذت الهيئات العلمية، والأكاديمية تتنافس على تكريمهما، وانهالت عليهما عروض كثيرة من الشركات الصناعية في أوروبا، وأمريكا، كما انهالت عليهما ألقاب الشرف العلمية. وأصبح بيير كوري مرشحاً لعمادة كلية م 1903 العلوم في الجامعة، وفي عام منح بيير وماري كوري جائزة نوبل في الفيزياء؛ فاشتهرا معا، وصارا شخصيتين معروفتين. وبعد وفاة بيير بحادث اصطدام عربة خيول، عرض على مدام كوري أن تخلف زوجها في الجامعة، ولكن ذلك أثار مشكلة، إذ لأول مرة تستلم امرأة منصب الأستاذية في التعليم العالي، واستمرت ماري في أبحاثها التي أهلتها مرة أخرى لنيل جائزة نوبل في الكيمياء، لتكون بذلك العالمة الوحيدة التي نالـت جائزة نوبل مرتين من أكاديمية استوكهولم. م أصيبت 1934 وفي شهر أيار من عام بمرض سرطان الدم الخبيث الذي أقعدها شهرين في الفراش في سويسرا. م، 1934 وفي الرابع من يوليو من عام خرجت من مصحة (سانسلومور) بسويسرا، نشرة طبية دوى صداها في العالم كله، لنقلها خبراً جاء فيه: أن السيدة ماري بيير كوري، توفيت مساء اليوم، بسبب إشعاعات الراديوم عن عمر عاماً. 67 يناهز
سان ميشيل- باريس، وهي تعيش في حالة من التقشف؛ فقد كانت تكتب المعادلات والأرقـــــــام والملاحظـــــــات العلمية، بيد مرتعشة، وأصابع متجمدة، وكانت تكتفي بالخبز، والزبد، والشاي، كطعام لأيام، بل لأسابيع. كانت ماريا تواصل دراستها نهاراً وتقوم بإعطاء الدروس مساء لتغطية نفقاتها التي كانت تكفي احتياجاتها بصعوبة. م، حصلت على درجة 1893 وفي سنة علمية في الفيزياء، والتحقت بالعمل بأحد المختبرات الصناعية، وواصلت دراستها في جامعة السوربون في الوقت نفسه، حتى حصلت على درجة علمية م، وهو العام 1894 في الرياضيات سنة نفسه الذي دخل فيه بيير كوري حياتها، إذ كان يعمل بالتدريس في مدرسة الفيزياء والكيمياء، التابعة للمدرسة العليا للفيزياء والكيمياء الصناعية )، وكانتماريقد ESPCI بمدينة باريس ( بدأت عملها العلمي في باريس بأبحاث حــــول الــــــخــــــواص الــــــمــــــغــــــنــــــاطــيــســيــة لأنواع الفولاذ المختلفة، وكان الاهتمام المشترك لماري وبيير بالمغناطيسية هو ما جمعهما سويًا حتى تزوجا. ويوماً بعد آخر، أخذت ماري تتفاعل مع مجالات دراسة زوجها (الكيمياء)، وكانت سعادة الزوج لا توصف، وهو يشاهد زوجته تقترب اقتراباً خطيراً ومدهشاً.
مــــاري كــــوري جائزة نوبل، حلم راودها منذ الطفولة فحققته مرتين عُرفت كوري بجديتها، وانكبابها المفرط على الدراسة، ولم تكن تعتني بصحتها، حتى أنه كان يغشى عليها أثناء الدراسة والعمل، وعلى الرغم من ذلك فقد كانت تقول: "سأعيش في هذه الغرفة الصغيرة، لأنها تضم الأجهزة التي أجري من خلالها تجاربي العلمية، رغم الرطوبة، والأجواء الملوثة، سأبقى في غرفتي مع كتبي ومعملي وأبحاثي." وبالرغم من الظروف الاجتماعية، والمادية، والنفسية، والتي كانت تحاربها، إلا أنها لم تكن تشعر بتلك الحرب؛ فحربها الحقيقية، كانت مع عدو آخر، إنه المرض، وأي مرض؟ لم تكن تعرف اسم العدو الذي أعلنت عليه حربها، فمنذ أول يوم دخلت فيه جامعة السوربون، وتحديداً في معمل باستير، الذي يقع في منطقة
وفي أحد الأيام، بينما كانت ماري منهمكة في تجاربها، لم تتمالك نفسها من الصراخ: "بيير.. بيير.. نجحنا يا بيير..". كانت ماري قد حصلت على عشر غرامات من الراديوم، والذي هو عنصر كيميائي مشع لا يمكن وجوده حراً في الطبيعة وإنما يكون متحداً مع
4
Made with FlippingBook Learn more on our blog