أحد عشر عامًا على ثورة 17 فبراير الليبية المسارات، العثرات،…

تتبــع القوانيــن والقرارات والبيانات الصادرة عــن المجلس الانتقالي والمؤتمر الوطنــي العــام والبرلمان والحكومات المنبثقة عنهمــا. وتفترض نعيمة جبريل مســار العدالة الانتقالية في ليبيا قد تأثر بالســياق السياســي دون غيره من " أن السياقات الاقتصادية أو الاجتماعية أو الدينية؛ حيث إن الطرف السياسي الغالب، والمســيطر على أدوات تطبيق العدالة الانتقالية؛ سواء كانت أدوات تشريعية أو تنفيذية أو قضائية، يتخذ المسار الذي يلائمه بما يتفق مع مصالحه الآنية ورؤاه السياســية، وبما يتفق مع ما يراه مناســباً في التعامل مع خصمه المغلوب بشأن محاســبته على ما قام به من انتهاكات فــي مواجهته، مع الأخذ بالاعتبار عديد العوامل مثل مدى قوته في الداخل والخارج، ومدى ســيطرته على كامل ربوع . ((( " الإقليم الليبي دار جدل أيضا حول إمكان الفصل بين المســارين السياسي والاجتماعي، بمعنى العمل على إنجاح المصالحة الاجتماعية حتى مع الجمود على المســار السياســي، إلا أن السلطات لم تول المصالحة الاجتماعية اهتماما ولم توفر لها الدعم اللازم، والأهم من ذلك المســاعدة في تنظيم وتنسيق جهود المصلحين، فقد تعددت واجهات الصلح وكثرت الأجســام المعنية بالمصالحة حتى عدت . ((( بالعشرات فكان هذا عاملا من عوامل إضعافها والتقليل من آثارها الإيجابية ومــن خلال تقييم مســار المصالحة الوطنية يلاحــظ الارتباك في مقاربة الصلح وعزلها عن العدالة الانتقالية التي تتضمن المحاســبة وجبر الضرر، فقد عجزت الســلطات عن محاسبة المتورطين في الجرائم كما دفعت الدولة مئات الملايين من الدينارات في شكل تعويضات لكنها لم تكن ضمن المقاربة الشاملة للمصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية، فكانت النتائج باهتة وأقل بكثير من الجهود المستثمرة. يناير/ 14 المفكرة القانونية " أوجه العدالة الانتقالية في السياقات السياسية الليبية " محمد، جازية ((( / https :// legal - agenda . com / author / author67 م 2020 كانون الثاني حضر المؤلف ملتقى لخبراء انتدبتهم البعثة الأممية لليبيا لتقييم جهود المصالحة 2017 (( في عام ((( والمساهمة في وضع مقاربة لها، ووقع خلاف حاد بين قيادات المصالحة كان من مظاهره الاعتداء الجسدي واللفظي حتى علّقت البعثة بأن ليبيا تحتاج إلى مصالحة بين لجان المصالحة قبل أن تباشر الصلح بين المدن والقبائل.

104

Made with FlippingBook Online newsletter