ومهّــد الخلاف حول المكلفين بإدارتها فتــرة المؤتمر الوطني العام إلى النزاع الذي قاد إلى تشكل مؤسسات موازية في الشرق. لقد واجهت السلطات ظروفا سياسية وأمنية صعبة فقد تجاوزت اقتحامات المؤتمــر الوطني العام مائتين وخمســين اقتحاما تعرض في الكثير منها أعضاء ، وهو ما يشير إلى وجود قوى سياسية ومجموعات ((( المؤتمر إلى الضرب المبرح مســلحة تتمتع بســلطة ونفوذ يفوق ســلطة ونفوذ المؤتمر والحكومة، ولا أدل على ذلك من حادثة اختطاف رئيس الحكومة علي زيدان في مشهد مهين ليس لشخصه فقط بل لهيبة الدولة ولمكانة مؤسساتها التنفيذية. في المقابل، لم تول الحكومات المتعاقبة مسألة تحسين القدرات المؤسسية اهتمامــا كبيــرا، وظلت مشــكلة تنامي قوة ونفوذ المجموعات المســلحة دون احتواء، كذلك تفاقمت البيروقراطية وترهل الجهاز الحكومي وما ينتج عنه من تدني مستوى الخدمات العمومية. وبالنظــر إلــى واقع جهاز الدولة، فقد ازداد قطاع الخدمة المدنية بشــكل مليون عامل وموظف إلى 1 . 4 ملحوظ خلال الســنوات العشــر المنصرمة، من ألف عامل وموظف، وهو ما يعادل عدد 600 ما يزيد على مليونين، أي بزيادة موظفــي الجهاز الحكومي في تونس تقريبا. وبالنظر إلى ما يشــكله الموظفون العموميون إلى عدد الســكان، فإن نســبتهم في ليبيا هي من أكبر النســب على ، وهــي في الدول الأقل تقدما لا تصل إلى % 30 مســتوى العالــم إذ تقترب من في أسوأ الحالات. % 10 أمــا فيما يتعلــق بكفاءة الخدمات، وتطبيق معاييــر الحوكمة، فإن التجربة الليبية تعكس تدنّيًا كبيرًا في معايير الشفافية والمساءلة، وهو ما جعلها تقبع في ذيل القائمة فيما يتعلق بمؤشــرات الفســاد وذلك حسب مؤشر مدركات الفساد لمنطقة الشــرق الأوسط وشمال أفريقيا الصادر عن منظمة الشفافية الدولية عام . ((( دولة 18 من بين 17 م حيث حلت ليبيا في الترتيب 2020 . 293 الشلوي مصدر سابقص ((( يناير/ 28 : الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، منظمة الشفافية الدولية، 2020 مؤشر مدركات الفساد ((( https :// www . transparency . org / ar / news / cpi - 2020 - middle - east م - 2021 كانون الثاني north - africa
107
Made with FlippingBook Online newsletter