أحد عشر عامًا على ثورة 17 فبراير الليبية المسارات، العثرات،…

. البعد الاقليمي والدولي في الص ارع 2 م عبر قرار من 2011 وقع التدخل الدولي المباشــر في المســألة الليبية عام مجلس الأمن وبموافقة وتأييد جامعة الدول العربية وبطلب من السلطة الجديدة المعترف بها في البلاد، ويمكن القول إنه توقف مع انتصار الثورة وسقوط النظام، لذا كان لوم كثير من المراقبين الدوليين للشأن الليبي أن المجتمع الدولي تخلى عن الليبيين وهم في أمس الحاجة للدعم بعيد انتصار انتفاضتهم. لكن التدخل الخارجي بعد عمليات الناتو أخذ شــكلا مختلفا وكان الدور الأبرز فيه للدول الإقليمية التي انقسمت إلى محورين؛ محور تمثله قطر وتركيا ومحور آخر يشتمل على مصر والإمارات والسعودية والبحرين. ومــن هنــا كان للنزاع الداخلي صدى خارجيا، وصار للتيارين الرئيســيين المتنازعين في الداخل (الإســ ميون والليبراليــون) مظلة خارجية من محوري النزاع الإقليمي، مع الفارق الكبير في طبيعة التدخل وحجم الدعم، خاصة بعد م، ثم تطور الاســتقطاب واتسعت رقعته صوب 2014 الانقســام السياســي عام أوروبا وآسيا وحتى الولايات المتحدة الأمريكية كما سيأتي لاحقا. . تباين في تشخيص طبيعة الص ارع وأسبابه 3 لا يتفــق من تناولوا بالبحث والنقاش الانقســام، الــذي بدأت إرهاصاته م وتطور بشكل مقلق جدا بعد ذلك، 2014 مبكرا وأخذ شكلا واضحا بعد عام مــن جهــة طبيعته ودوافعه، فمن بين المعقبين من يتشــدد ويعتبره صراع الحق والباطــل، الإســ م والكفر، وهنــاك من يعيده إلى التركيبــة الاجتماعية للبلاد والنزوع الجهوي، وقريب من هؤلاء من يســتند إلى التاريخ وإلى شــكل الدولة الليبية قبل الاســتعمار الإيطالي التي كانت على هيئة ثلاثة أقاليم بينها تنافس، خاصة إقليمي طرابلس وبرقة، وهناك من ينظر إليه من زاوية الصراع السياســي أخرى من أهمها كتائب تنتسب إلى مدينة الزنتان وذلك على خلفية تهديد الأخيرة باعتقال أعضاء المؤتمر الوطني العام، وبالعموم جاءت فجر ليبيا ردا على عملية الكرامة وحلفائها في المنطقة الغربية وكانت أحد أسباب الانقسام السياسي بعد أن سيطرت قوات فجر ليبيا على العاصمة ودعت المؤتمر الوطني للانعقاد من جديد. وقد انعقد المؤتمر لاحقا وشكل حكومة الإنقاذ في سبتمبر/ م. 2014 أيلول

127

Made with FlippingBook Online newsletter