أحد عشر عامًا على ثورة 17 فبراير الليبية المسارات، العثرات،…

العســكريين من فرنســا والإمارات ومصر، تعزز موقف حفتر داخليا أكثر فأكثر ونجح في توسيع قاعدة حلفائه من مختلف قبائل الشرق، ومن التيارات السياسية والنخبــة من كل الاتجاهات، وصار التياران الســلفي والجهوي من أهم ركائز نفــوذه، والتحــق به عدد من ضباط وجنود النظام الســابق الذين آثروا الانزواء في بيوتهم بعد الثورة أو غادروا البلاد إلى دول الجوار بعد ســقوط النظام عام م، 2011 العقــل المدبر لعملية الكرامة، وهم مجموعــة خبراء من عدة دول حليفة لحفتر، دفع الأخير للتحرك أمنيا بجانب حراكه العســكري القتالي في بنغازي، حيــث تــم التركيز على إعادة إحياء الأجهزة الأمنيــة والمخابراتية، فصار حفتر بفعل الســطوة العســكرية والأمنية هو الحاكم الفعلي للشرق الذي لا يقف أمام مشــروعه أحد، وبرغم التكاليف الباهظــة لعملية الكرامة في بنغازي من خلال أعداد القتلى والجرحى الذين عدوا بالآلاف إذ يؤكد الناطق باسم قوات حفتر أن ، والدمار الذي لحق أحياء كبيرة وحيوية ((( بلغوا نحو ســتة آلاف " الجيش " قتلى جدا في المدينة، فإن شــعبية حفتر ظلت في ازدياد وســطوته إلى أعلى وذلك قبيــل الهجوم على العاصمة، فصار الوصف الملازم لاســمه حتى في الإعلام . " رجل ليبيا القوي " الغربي، مــن أحاطوا حفتر بعناية التوجيه والإرشــاد والتخطيــط أدركوا أن الدعم النخبوي والشــعبي الواسع لن يستمر طويلا، وأن الأمور حتما ستسير في اتجاه معاكــس مــع تطور الأحداث، لهذا رأوا أن التعويل ينبغي أن يكون على كتائب خاصــة يقودها أبناؤه وأقاربه وآخرون موالون ولاء لا شــك فيه، وعلى النفوذ والقوة وعلى العنف والبطش، لهذا كان الإسراع في توظيف الأداة الأمنية ممثلة في منظومة موازية للحراك العســكري والإعلامي، وكان الترهيب عبر وســائل الخطف والتعذيب وحتى القتل. وهذا ما يفسر تركز القوة الضاربة في كتائب معدودة يقودها أبناؤه وآخرون، ويشــرح العنــف والإرهاب الممنهج الذي تورطت فيــه عملية الكرامة بعد أن اســتتب لحفتر الأمر في الشــرق، إذ لم يكن مســتحيلا أن يتم تقديم المتهمين shorturl . at / erHJO م 2018 يناير/كانون الثاني 3 ليبيون جرحى يواجهون مصاعب، رويترز، (((

133

Made with FlippingBook Online newsletter