أحد عشر عامًا على ثورة 17 فبراير الليبية المسارات، العثرات،…

الشرخ الاجتماعي الذي وقع أثناء ثورة فبراير وكان الوضع الاجتماعي: - بسبب تحريض نظام القذافي القبائل والمناطق، خاصة في الغرب، على محاصرة المناطــق والقبائل التي أيدت الثورة هناك، وتطور ذلك بشــكل مقلق جدا بعد إطــ ق عملية الكرامة، ووقعت قطيعة كبيرة بين الليبيين في المنطقة الشــرقية، وبلــغ النزوع الجهوي مداه بين الشــرق والغــرب خاصة بعد هجوم حفتر على العاصمة حتى صار التقسيم مطلبًا ينادي به بعض نشطاء ونخب الغرب بعد أن كان حكرا على نظرائهم في الشرق. بعــد هذا الانقســام اتجه المجتمع الدولي بقيــادة البعثة الأممية لليبيا إلى احتواء هذه الأزمة وكســر مقاربة الاعتماد على العمل العســكري، فرعت البعثة مفاوضات في مدينة الصخيرات بالمملكة المغربية، كانت شاقة ومراثونية. اربعا: الحوار السياسي ومسوداته الخمس بدأ الحوار السياســي بمبادرة من المبعوث الأممي الأســبق، طارق متري، ، لكن 2014 وكان ذلــك فــي آخر عهــده بالملف الليبي في شــهر يوليو/تموز الاستجابة لدعوته كانت محدودة، ثم تلقف المقاربة المبعوث اللاحق، برننادينو ليون، وانطلق في تنظيم جلسات التفاوض من مدينة غدامس إلى جنيف فتونس، ثم مدينة الصخيرات في المملكة المغربية. لم تتضح مضامين الحوار السياســي إلا في المسودة الثالثة التي تمحورت حول اتفاق الأطراف الليبية على تشكيل حكومة موحدة، والتوافق على جمــلة مـن الترتيبـات الأمــنية. ولأن مناخ التوافق غير مهيّأ لم تمر المسودة. فالمؤتمر الوطنــي وقتها مجمع تقريبا على ضرورة تطبيق قرار المحكمة العليا بخصوص حل البرلمان ويطالب بتغيير للســلطة التنفيذية والســلطة التشريعية كليا، وهو ما رفضه البرلمان، فاتجه ليون إلى تطوير المســودة إلى النسخة الرابعة التي اقترح من خلالها التوافق على حكومة وفاق وطني، ومجلس تشريعي، ومجلس رئاسي أعلى، والبحث في تشكيل مجلس الأمن القومي ومجلس للبلديات يتشكل من . ((( عمداء البلديات المنتخبين ، وحدة الدراسات السياسية المركز العربي للأبحاث " أزمة الحوار الليبي في مسودة الاتفاق الخامسة " (((

156

Made with FlippingBook Online newsletter