أحد عشر عامًا على ثورة 17 فبراير الليبية المسارات، العثرات،…

التوسع الروسي أولوية أمريكية، وتوحي تفاهمات واشنطن وأنقرة حول الملف الأفغاني والتقارب التركي الباكســتاني الذي يأخذ بعدًا إســتراتيجيّا فيما يتعلق بصناعة الســ ح، بأن الولايات المتحدة تدعم إســتراتيجية تضيق الخناق على روسيا في عمقها الإستراتيجي في آسيا، ولا بد أن يكون لهذا الضغط المحتمل آثارٌ على النزاع الليبي ودور الأطراف الدولية فيه. ما ســبق ذكره يفســر ما يمكن وصفه بنقطة التحول في الموقف والسياسة الأمريكية بعد دخول قوات الفاغنر الروســية على خط النزاع الليبي، ويبدو أن دوائر صناعة القرار الأمريكي ممثلة في وزارة الدفاع ووزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي (بعد عزل جون بولتون) والمخابرات تحركت وفق ثقافتها وحسها القائم على التحسس بقوة من الروس وسياساتهم الخارجية، وقد أثر هذا التحرك في البيت الأبيض ليتحول الموقف الأمريكي من الارتباك والقرب أكثر من حفتر، إلى التحفظ على الهجوم والقلق من تعاظم الوجود الروسي في ليبيا. وقد أسهم تطور الموقف الأميركي المتوجس من تعزيز روسيا وجودها في ليبيا في أن تقفز تركيا إلى ساحة التدافع الإقليمي والدولي في ليبيا، فقد وجدت أنقرة في التطورات المتسارعة فرصة لخدمة مصالحها فيما يتعلق بالصراع على مناطق البترول والغاز في شــرق البحر المتوسط، وهذا ما يفسر حرص الأتراك على الربط بين الاتفاقية الأمنية والعسكرية واتفاقية النفوذ الاقتصادي في البحر المتوسط اللتين تم إبرامهما مع حكومة الوفاق. فقد وقعت الحكومتان اتفاقيتين م، اتفاقية اقتصادية تقضي بترسيم الحدود ومناطق 2019 في نوفمبر/تشرين الثاني النفوذ الاقتصادي البحري بين تركيا وليبيا، واتفاقية أمنية وعسكرية أشبه باتفاقية دفاع مشترك بموجبها تدخلت أنقرة عسكريا في صف حكومة الوفاق في تصدّيها للهجوم الذي شنّه حفتر على طرابلس بدعم ومعونة أطراف دولية وإقليمية. لم ينتظر الأتراك توقيع الاتفاقيات بشكل رسمي، فقد استجابت أنقرة إلى الطلب الرســمي من حكومة الوفاق بمساعدتها في صد الهجوم، وذلك بعد أن استغاثت بالشركاء الأوروبيين فلم يغيثوها، فكانت استجابة تركيا سريعة وحيوية جدا. نزل الأتراك بثقلهم العســكري باســتخدام سلاح الجو في نسخته الجديدة المعتمــدة على الطائرات المســيّرة بدون طيار التــي كان لها الفضل في تحييد

170

Made with FlippingBook Online newsletter