أحد عشر عامًا على ثورة 17 فبراير الليبية المسارات، العثرات،…

م له دلالته الواضحــة، وفي المقابل فإن 2021 ســفيرا لليبيــا في إبريل/نيســان الوجود التركي شــكل تحديا كبيرا لمصر والإمارات وفرنســا بشــكل أخص، وعموم العواصم الأوروبية وحتى الولايات المتحدة بشكل عام، وغض الطرف عن السياســة التركية في ليبيا هو اســتثناء مربوط بالوجود الروســي، وســيتغير الموقف تماما ويتحول إلى ضغوط قوية ومباشرة على أنقرة إذا تم إخراج الروس مــن البــ د. وبرغم التطور في العلاقات بيــن تركيا من جهة ومصر والإمارات والسعودية من جهة أخرى، فإنه لا يمكن الجزم بأن تقاربها سيكون نهائيا وينهي التنافس في ليبيا، وســيعتمد موقف تلك الأطراف على اتجاه السياسة الأمريكية تجاه ليبيا، وموقف روسيا من الأزمة الليبية. ويشير اتجاه تركيا إلى تفكيك أزماتها الإقليمية، خاصة النزاع مع مصر، إلى رغبة تركية في تقديم تنازلات، ولأن القاهرة اشــترطت خروج القوات التركية مــن ليبيا، فــإن أنقرة قد تقايضه بقبول القاهرة بالنفوذ الاقتصادي البحري الذي رســمته، ومن هنا قد يكون إرســال مدير إدارة الأمن الخارجي في المخابرات ســفيرا بليبيا يهدف إلى تحويل الوجود العســكري إلى نفوذ أمني. ولقد شكل وصول وفد مجلس النواب الليبي إلى أنقرة والإعلان عن رغبة حفتر في القدوم إلى أنقرة تحولا له ما بعده، لكن من غير المتوقع أن تتخلى أنقرة عن اتفاقاتها مع ليبيا دون مقابل مجزئ سياسيا واقتصاديا، وسيعطي الوجود الروسي في ليبيا مساحة لتركيا للمناورة. وبالنظر إلى ما وقع في اجتماع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي م، الذي تناول الملف الليبي باهتمام، يظهر أن 2021 (الناتو) في يونيو/حزيران هناك رغبة وحرصًا أمريكيا أوروبيا تركيا للتوافق على سياســة واضحة في ليبيا تحقق للجميع مصالحهم، ويبدو أنها تتمحور حول إخراج الروس. لقد أظهرت التصريحات ولغة الجســد الإيجابية عند لقاء الرئيس التركي بــكل من الرئيس الأمريكي والرئيس الفرنســي أنهــم لن يقعوا في صدام حول الأزمــة الليبيــة، وأن الجهــود ينبغي أن توجه إلى الخطــر الأكبر وهو التغلغل الروســي الذي أخذ في التوســع مؤخرا وشكل قلقا كبيرا ليس فقط للأمريكان، العدو الأول للروس، بل ولفرنســا التي واجهت تحديات في مناطق نفوذها في

192

Made with FlippingBook Online newsletter