أحد عشر عامًا على ثورة 17 فبراير الليبية المسارات، العثرات،…

رد فعل قوي من القوى السياســية والاجتماعية والعســكرية في الغرب عموما، وفي مصراتة خاصة. وحتى بعد أن تحدث عن المعرقلين وضرورة ممارسة ضغوط دولية عليهم ومعاقبتهم لم يشــر إلى أســماء أو كيانات بعينها، بل اكتفى بخطاب التعميم، وعــرض بيانــات وأرقاما تؤكد أنه لم يفرق بين الشــرق والغرب، بل إن حصة الشرق كانت أكبر. ومــن الواضــح أن خليفة حفتــر ضغط باتجاه قبــول الحكومة بالمنصب والصلاحيات والنفوذ الذي يتمتع به كمتحكم في القرار العسكري والأمني، أو العســكري على الأقل، وهو ما لم يقدم عليه المجلس الرئاســي أو يتعاط معه رئيس الحكومة، وذلك لأن نتائج وتداعيات الهجوم على طرابلس ظلت حاضرة في مخيلة القوى السياسية والاجتماعية والعسكرية الفاعلة في الغرب، ويتطلب هذا التوجه وقتا ليقبل به كملف ضمن ملفات التفاوض الذي لم ينته بعد، وربما يحتاج إلى تحالفات بين قوى أو أطراف في الشــرق مع الغرب لتكون أساســا لتغيير الحكومة. خامسا: حفتر ومقاومة التوافق الجديد م، 2021 خطاب حفتر في الاســتعراض العســكري الكبير فــي مايو/أيار الذي نظمه في الذكرى الســابعة لإطلاق عمليته العســكرية، التي أصبحت ثورة في قاموسه وقاموس أنصاره، يشير إلى عدم استعداده للتسليم للسلطة التنفيذية الجديــدة وفق مقاربة خضوع الجيش للســلطة المدنية كما تقرر بخارطة طريق منتدى الحوار السياســي، كما أسلفنا ســابقا، وأنه يعتبر محطة الانتخابات هي الفارقة. ولقد جاء تهديده صريحا فيما يتعلق بالعملية السياســية، مما يعني أنه ســيعود إلى التأزيم الأمني إذا لم يحصل على ما يريد. مع التســليم بأن فحوى الخطاب ليس موجها كليا إلى السلطة الجديدة، بل هو موجه في جزء منه إلى المناطق التابعة لحكمه، وإلى الأطراف الإقليمية التي تراجعت نسبيا عن دعمه، وتلــك التي تعتبره أصل المشــكلة، وكأنه يقول إنه موجــود ونافذ ويملك من الأوراق ما يجعله رقما صعبا في المعادلة الليبية وخطة الانتقال. وينبغــي التنبيه إلى أن حفتر وجد مســاحة للمنــاورة لأن حكومة الوحدة الوطنيــة فشــلت في المبــادرة وتحريك جزء مــن القوات الكبيــرة التي تأتمر

202

Made with FlippingBook Online newsletter