بأمرهــا، والتي ضمتها عملية بركان الغضب، ولو فعلت لكان التحرك دعما لها في المنتظم السياســي والعسكري والشــعبي والدولي، ولكن التلكؤ وفر هامشا لحفتر للتحرك وقد فعل وحقق بتحركه مكسبا سياسيا وعسكريا وربما شعبيا. برغم تأكد اســتمرار عملية التحشيد والتعبئة العسكرية، خاصة في صفوف قوات حفتر، وبرغم توعده بشــن هجوم جديد على العاصمة إذا فشلت العملية السياســية، فإنــه غير قادر علــى الإقدام على هذه المغامــرة في ظل التوازنات العســكرية الراهنة، وذلك بحســب تأكيدات من قبل قيادات عســكرية معروفة. فقــوة الــردع على الأرض من القوات التي انضوت تحت عملية بركان الغضب قوية، كما أن الاتفاق الأمني والعسكري مع تركيا يضمن تحرك الطيران التركي لصد أي هجوم بري قادم من الشرق أو الجنوب. قوة الردع بمســاهمة تركيا لا يمكن تحييدها إلا من خلال عملية عسكرية روسية واسعة تستخدم فيها مقاتلات وقواذف موجهة متطورة، وهو أمر مستبعد لأنه يعد تحديا مباشــرا للغرب، ويمكن أن يكون مبررا لتدخل مكافئ أمريكي أوروبي غير مباشر ربما من خلال توفير دعم عسكري حيوي لتركيا. ويتطلب إقدام حفتر على حرب جديدة تغيّرًا في التوزان العسكري الراهن، بمعنى إسقاط الاتفاقية مع تركيا وإخراج قواتها من الغرب الليبي، وهذا ممكن في حالة واحدة وهي انسحاب القوات الروسية من وسط وجنوب البلاد. ولأن قــوات حفتر من غير المرتزقة لا تســتطيع القيام بهجوم كهذا، لأن تقدمها إلى نقاط قريبة من وســط العاصمة إبان الهجوم على طرابلس كان بإســهام قوات الفاغنر الروسية، فإنه لن يكون قادرا على إعادة الكرة دون دعم خارجي نوعي، بمقاتلين وعتاد متطور. ومــن غير المســتبعد أن يكون اقتناع حفتر وأنصــاره بعدم جدوى العمل العســكري يرجع إلى ظهور سيف الإســ م على الساحة ودعم الروس له، ثم التغيير في مواقف داعميه الإقليميين من تركيا. سادسا: معضلة الأساس الدستوري والقانوني للانتخابات اتفاق جنيف عاد بنا مرة أخرى إلى مناقشــة الاستحقاق الدستوري، الذي هو عمود عملية التأســيس والانتقال الديمقراطي، فقد تفجر خلاف بين الفرقاء
203
Made with FlippingBook Online newsletter