ثامنا: السبيل لاحتواء الأزمة الليبية Libya’s ) مؤلف كتاب تشظي ليبيا ( Lacher Wolfram يذهب لاتشر ولفرام ( ) إلى أن أزمة ليبيا تمثل نموذجا حادا جدا في التشظي من جهة Fragmentation أن القوى السياسية والعسكرية أخفقت حتى في السيطرة على المناطق والمدن، وأن الانقســامات تتكرر وتتجدد حتى فــي داخل المنطقة والمدينة والمجموعة الواحدة الأمر الذي يفقد الفواعل السياســية والعسكرية القدرة على التحكم في . ((( الأزمة، وهو خلاف للوضع في أزمات مشابهة في أفغانستان والصومال أزمة ليبيا لم تقتصر على الافتقار إلى سلطة مركزية تستحق تسميتها بسلطة مركزية بالمنظور الإيجابي الذي يبدو غائبا اليوم، إذ بالإضافة إلى ضعف السلطة المركزية هناك غياب القوى السياســية والعســكرية الوطنية المنظمة، والسلطات ، لــذا فإن مقاربة تصحيح هذا الوضع تبدأ من تجميع فواعل ((( المحليــة الفاعلة من المكونات الثلاث والتوافق على مسار إصلاحي ينهي النزاع. هناك معطيات لابد من تقديرها لأجل احتواء الأزمة وأســس ينبغي الأخذ بها لتحقيق الاستقرار، إذ من دونها لا يمكن الوصول إلى بر الأمان. أولى هذه المعطيــات أن الأزمة الليبيــة لن تجد طريقها للحل إلا عبر بروز فواعل محلية لها القدرة على إحداث تغيير حقيقي على الأرض، وثانيتها أن الدور الخارجي لتحقيق الاســتقرار حيوي، وأن دورا بنّــاءً للولايات المتحدة وأوروبا لا يمكن إهماله، وأن مقاربة احتواء النزاع وفرض الاستقرار تكون من خلال: . حســم الخلاف حول النظام السياســي والإداري والثروة بحيث يكون 1 توافقيا ولا مركزيا وعادلا بامتياز. . دعــم الطرف الجانح إلى التوافق والمؤهل للعب دور فعال في احتواء 2 النزاع وفرض الاستقرار. . عزل القيادات المعطلة والمتسببة في استمرار النزاع وتحويله إلى صراع، 3 وتحييد داعميها الإقليميين والدوليين، وإحلال قيادات أكثر توافقية وأكثر جنوحا إلى السلم والاستقرار ودعم المسار السياسي والانتقال الديمقراطي. (1) Wolfram, Lacher Libya’s Fragmentation: Structure and Process of Violent Conflict ebook p 5 . 6 نفس المصدر السابقص (((
214
Made with FlippingBook Online newsletter