أحد عشر عامًا على ثورة 17 فبراير الليبية المسارات، العثرات،…

الكرامة وعملية فجر ليبيا، ليســتمر النزاع حتى بعد التوافق على ســلطة تنفيذية م. 2021 واحدة وانتخابات عامة في نهاية عام لقــد أظهر النظر في الأحداث والوقائع التــي مثلت أهم المنعطفات التي شــدتها ليبيا خلال الأعوام العشــرة التالية لاندلاع الثورة أن التأزيم كان بفعل اتجاهات نخبوية منحرفة خدمةً لأهداف مادية أو تعظيمًا لمصالح جهوية أو قبلية أو سياسية، وأن كافة المنعطفات الحادة أسس لها نخب غلبتهم نزاعات خاصة على حساب تغليب المصلحة العامة، وهذه علامة بارزة ونتيجة لا جدال فيها. ولقد ظهر بالبحث والتقصي عند محاولتي تشخيص أسباب الأزمة منذ عام م أن منطق المغالبة ظل هو الســائد حتى في الفترات التي تم فيها فرض 2014 الخيار الســلمي والحوار كوســيلة لتفكيك النزاع وحل الخلاف، ولهذا السبب انزلقــت البلاد إلى صراعات دموية وفشــلت جولات التفاوض جميعها تقريبا، ذلك أن زاوية النظر من قبل المتنازعين، خاصة جبهة الشرق بقيادة خليفة حفتر، هي البحث عن أكبر العوائد، وليس المكاســب المقبولة في ظل معادلة توازن عادلة. ولقد وجدت أطراف إقليمية ودولية في حفتر ومن دعمه فرصة في تمرير أجندتها، فكان تدخلها هداما بلا أدنى شك. هذا المنطق هو الذي مهد السبيل للحروب التي شنها حفتر، فمنذ الأشهر الأولى لعملية الكرامة رفض حفتر الحوار لتجنيب بنغازي ويلات حرب ضروس برغم قبول معظم القيادات المحســوبة على الثوار الذين شــكلوا لاحقا مجلس شــورى ثوار بنغازي، وقد ســعى للحوار وســطاء من الجنوب الليبي. ورفض تســوية ملف درنة ســلميا وحاصرها ودخلها عنوة وأوقع بها ما أوقع ببنغازي، وبنفس المنطلق اتجه للجنوب ثم إلى طرابلس. وفي ســياق المغالبة ذاته يمكن تفســير الفرق في التعاطي مع الخلافات م، والأمثلة 2014 والمخالفين ضمن جبهتي الغرب والشــرق خاصة ما بعد عام على ذلك عديدة، فالمعارض للسلطة في الشرق لا يلقى غالبا الترحيب، بل من المحتمــل جــدا أن ينكل به وتتم تصفيته، وهو ما وقع للعديد من العائدين إلى م، بينما كثيرا ما يغض الطرف عن القادم 2014 بنغــازي بعد خروجهم منها عام إلى الغرب خاصة العاصمة. وفي الوقت الذي تلقى فيه النائبة ســهام ســرقيوة

218

Made with FlippingBook Online newsletter