والمحامية حنان البرعصي حتفيهما في بنغازي بســبب انتقادهما لحفتر، ويتوعد الفسي، وهو أحد قادة المجموعات المسلحة الذين دعموا عملية الكرامة بتصفية كافة المهجّرين من الشــرق إلى الغرب إذا فكروا في العودة رفضًا منه لدعوات م، يتم الإفراج عن 2021 المصالحــة التــي أطلقت فــي ديســمبر/كانون الأول الســاعدي معمر القذافي وآخرون من رجال نظام القذافي في طرابلس، ويتوافد النواب والنشــطاء الذين حرضوا على المكونات السياســية والعســكرية وأيدوا الهجوم على العاصمة إلى طرابلس دون أن يمسهم سوء. وهــو ما يدعــو إلى لفت الانتباه إلى أن الغــرب الليبي بمختلف مكوناته السياســية والعسكرية والاجتماعية أبدى اســتعدادا أكبر للتجاوب مع مبادرات السلام ومسارات التسوية، وأن التأزيم كان في معظم الأوقات آتيًا من الشرق. ولا يســعف أنصار التأزيم من الشــرق وحتى الغرب تبريرهم للتأزيم عبر الحروب التي شنها حفتر بتغول المليشيات والفساد والهدر في المال العام، ذلك أن الوقائع الكثيرة أثبتت أن ســلوك الكتائب والمجموعات العسكرية المنضوية تحت الجيش الذي يقوده حفتر كان أكثر مليشــياوية وعنفًا، وأن الفساد والهدر في المال العام كان كبيرا لدرجة أنه أوقع أزمة اقتصادية ومالية حقيقية في الشرق وتم ترحيلها إلى الغرب حيث توجد الحكومة. وبنفس المنطق يمكن الرد على حجج آخرين لتبرير ما وقع من عدوان قاده حفتر من الشــرق إلى الجنوب والغرب بأن الاســتئثار بالثروة والقرار السياسي والمالــي ومركزية الســلطة التي كانت قاعدتها في الغــرب ممثلا في العاصمة طرابلــس، دفعت إلى انتفاض أهل الشــرق للحصول علــى حقوقهم، ذلك أن التهميــش والحرمان الاقتصادي وتردي الخدمــات في الغرب لا يختلف كثيرا م أن المعاناة في الغرب كانت 2014 عنه في الشــرق، بل أثبتت ســنوات ما بعد أكبر بمراحل منها في الشرق، كما أن السلطة التي تحولت لسنوات إلى الشرق ممثلة في البرلمان والحكومة المؤقتة لم تنه مســألة المركزية ولم تقدم مستوى أفضل من الإدارة الاقتصادية والعدالة في توزيع الدخل، ولم يكن الســبب هو الفقر في الموارد المالية، فقد بلغ إنفاقها عشرات المليارات من الدينارات خلال سنوات معدودات، إلا أن الخيار كان أن تذهب المليارات في دعم الحروب ومن
219
Made with FlippingBook Online newsletter