أحد عشر عامًا على ثورة 17 فبراير الليبية المسارات، العثرات،…

لا طاقــة للثــوار بمجابهة قوة وبطش كتائب القذافــي منفردين. ولقد تبلور هذا الموقف قبل الرتل الذي هاجم بنغازي، وذلك بعد الهجوم الكاسح الذي شنته كتائب القذافي على مناطق راس لانوف والبريقة واجدابيا، شرق ليبيا، والحصار المطبق على مدن مصراتة والزاوية والجبل في الغرب. ولقــد اتجــه المجلس الانتقالي والمكتب التنفيــذي المنبثق عنه إلى حث الأطــراف الدولية الفاعلة على التحرك لدعم الثوار وطلب المســاعدة بشــكل رسمي من مجلس الأمن، لوقف عنف كتائب القذافي ضد المدن التي انتفضت لإسقاطه، تارة عبر المطالبة بحظر الطيران وأخرى بتسليح الثوار، ولم يكن هذا الموقــف محــل جدل أو خلاف ظاهر بين أنصار الثورة، وإن كان هناك من لم يتحمســوا بقوة لهذا التوجه من بعض الكتاب والنشــطاء الذين طالبوا بأن يؤطّر الدعم الدولي وأن يقابله حضور كبير للثوار في معركة المصير مع القذافي. المنتظم العربي والموقف من الثورة ورد فعل النظام ينبغــي القــول إن تبلور موقــف عربي قوي ضد عنف نظــام القذافي في مواجهــة الاحتجاجات الســلمية مهد لتطور الموقف الأممــي باتجاه تبني قرار يحمي المدنيين ويتصدى لعزم النظام على سحق الثورة. فقد سبق قرار مجلس ، تعليــق عضوية ليبيا، ممثلة بنظام القذافي، في جامعة الدول 1973 الأمــن رقم العربية، ولحق ذلك بيان وقرار للجامعة، صدر البيان في الثاني والعشــرين من شــهر فبراير/شــباط، أي بعد أيام قليلة من انطلاق شــرارة الثورة، وجاء القرار بتاريخ الثاني عشــر من مارس/آذار ودعت فيــه الجامعة مجلس الأمن لفرض منطقة حظر للطيران فوق ليبيا. كما أن وفودا ومســؤولين عــرب التقوا بمســؤولين غربيين حثوهم على التحرك الســريع لدعم الليبيين في المطالبة بحقوقهم المشروعة وقد أعربوا عن الاســتعداد للمشــاركة في أي عمل عســكري ضد كتائب القذافي، وبقدر فاجأ . ((( الساسة الغربيين لقد تأثر الموقف العربي الرســمي بالربيــع العربي الذي بدا جارفا آنذاك، . 357 كلينتون، خياراتصعبة مصدر سابقص (((

47

Made with FlippingBook Online newsletter