إن الحيلولة دون تولي الحزب الفائز بالانتخابات السلطة بمقتضى النتيجة وإخضاع عملية تحديد من يكون على رأس الســلطة التنفيذية للمؤتمر الوطني العام قد مهد للنزاع الذي انزلقت البلاد في دهاليزه ولم تخرج منها إلى الوقت الحاضر. . خيا ارت صعبة في مرحلة حرجة 4 ما من شك في أن الارتباك كان عنوانا بارزا خلال مرحلة المجلس الانتقالي في إدارة الأزمة الليبية بعد تفجر الثورة، وأن انتزاع صلاحية إعداد الدستور من ممن يحق % 61 المؤتمر الوطني العام، الذي انتخب بمشاركة غير مسبوقة، بلغت لهم الانتخاب، عكس ارتباك المجلس الانتقالي، فالهيئة التي أســند إليها وضع ، وهي قليلة مقارنة بنسبة مشاركة من % 31 . 7 مســودة الدستور انتخبت بمشاركة انتخبوا المؤتمر الوطني العام، كما أن مجاراة التيار الفيدرالي وبعض النشــطاء الفاعلين لم يحقق الاستقرار ولم يرضهم، فمن رفض مسودة الدستور التي أقرت من أعضاء الهيئة التأسيسية هم بعض نشطاء التيار 44 صوتا من أصل 43 بأغلبية الفيدرالي ومن ساندهم من أصحاب النزعة الجهوية، وعضدهم في ذلك مكون الأمازيع والتبو والطوارق. كان أيضا لغياب جيش نظامي الأثر الكبير في اختلال الوضع الأمني وفشل جهود المجلس الانتقالي في تنظيم فوضى السلاح والمسلحين. من المهم التنويه إلى أن خللا بنيويا عانت منه بقايا الجيش يعود إلى مقاربة النظام الســابق التي قامت على اســتبدال الجيش بالكتائب الأمنية الخاصة وتهميش الضباط القليلي الــولاء للنظــام، وكان هذا من أكبر التحديات أمــام خطة ترتيب وضع القوات المسلحة بعد الثورة. اعتبرت خطوة اختيار عنصرين من بين الثوار لقيادة مرحلة ما بعد ســقوط النظام في وزارة الداخلية ووزارة الدفاع، وهما المحامي فوزي عبد العال، والعقيد ، إلا أنهما واجها تحديات كان من بينها عزوف أعداد ((( أســامة جويلي إيجابية كبيرة من الضباط وضباط الصف عن الالتحاق بالجيش والشــرطة، وعدم كفاية معهد كارينجي لدراسات السلام " تحديات العملية الانتقالية في ليبيا " كادليك، أماندا – سالم، بول ((( . 14 ص 2012 بيروت
63
Made with FlippingBook Online newsletter