العــدد القليل الذي التحق بالثورة، وكذلك ضعف كفاءتهم باعتبار أن معظمهم تم تهميشــهم زمن النظام الســابق بعد أن تبنى القذافي استراتيجية التعويل على الكتائب العســكرية والأمنية الخاصة التي يقودها أبناؤه وأقاربه وأهمل الجيش. كما أن مقاربتهما في إدارة الملف الأمني والعســكري لم تكن بالمستوى الذي تتطلبه الحالة الليبية بعد انتصار الثورة. يضاف إلى ذلك الخلاف حول مقاربة إعادة بناء المؤسســتين العســكرية والشــرطية، ولقد ظهر ذلك بوضوح في تقرير وزير الدفاع في حكومة الكيب، م والذي كشف عن خلافات 2013 أسامة جويلي، الذي قدمه للمؤتمر الوطني في أسهمت في إفشال خطط دمج الثوار وإعادة بناء القوات المسلحة. ويقترن بالإخفاق في ترتيب الوضع الأمني الإخفاق في تأمين الحدود، ومع التأكيد على صعوبة السيطرة على حدود يتعدى طولها أربعة آلاف كم، فإنّ أخطاء تلبســت بها خيارات المجلس الانتقالي في إدارة هذا الملف أســهمت في عدم التأسيس لمقاربة صحيحة لمعالجة هذا الملف الحساس؛ إذ استجاب المجلس الانتقالي لضغوط كبيرة فقام بتأســيس مــا عرف بحرس الحدود وخصصت له مليون دولار بسعر 112 ميزانية أولية بمائة وخمسين مليون دينار ليبي، أي نحو م، وشــرع الجســم الجديد في تجنيد عناصره وتوريد آليات 2012 الصرف عام ومعدات لمباشرة مهامه، إلا أنه لم يقم بالمهمة كما ينبغي لقلة خبرة من أسند إليه المهمة وللخلاف على صلاحياته ومسؤولياته وعلاقته الإدارية. فبرغم الموارد الكبيرة والصلاحيات الواســعة، فإن الجهاز لم يحقق تقدما فــي كبــح جماح فوضى الحدود خاصة الجنوبيــة، فقد تطورت حركة التهريب عبر الحدود وتشكلت عصابات محترفة تحت سمع وبصر جهاز حرس الحدود، وصارت فوضى الحدود من أكبر التحديات التي عرفتها البلاد بعد سقوط نظام القذافي. ثانيا: مساهمة المكونات السياسية والمجتمعية في مرحلة الانتقال المجتمع المدني بمفهومه الواسع كان غائبا تماما قبل ثورة فبراير، وما إن رفعت القيود عن حركة المجتمع وانطلاق النشطاء حتى اتجه كثيرون إلى تأسيس الأحزاب والجمعيات، فقد سبق تأسيس الجمعيات كل كيانات المجتمع المدني
64
Made with FlippingBook Online newsletter