أحد عشر عامًا على ثورة 17 فبراير الليبية المسارات، العثرات،…

بمقعد أو اثنين على الأكثر. كما كانت حصة أقدم الكيانات السياســية في فترة حكم النظام الســابق، وهو جبهة الإنقاذ الوطني، محدودة فقد جاء في الترتيب الثالــث ونــال ثلاثة مقاعد فقط، وكانت نتائج بقية الأحزاب التي تجاوز عددها المائة لا تذكر. والحقيقــة أن العامــل الأبرز في مخالفة نتائــج انتخابات المؤتمر الوطني للتوقعــات هو رمزية ومكانة الدكتور محمــود جبريل، فقد بدا في نظر الليبيين -الذين يتطلعون بشغف إلى البناء وتحسين مستوى عيشهم- المنقذ، فكان هذا الإقبال الكبير على قوائم التحالف في مختلف الدوائر الثلاثة عشــر، وثبت أن " صندوق " أعــدادا كبيرة مــن الناخبين يصلون إلى مراكز الاقتراع يســألون عن الدكتور جبريل، واتفق في ذلك كبار السن والشباب، والذكور والإناث. أما العامل الثاني فهو فلســفة حزب التحالف التي قامت على اســتقطاب كافة المكونات السياسية والمجتمعية والكيانات الاجتماعية في كيان واحد دون اعتبار للانتماء والخلفية الفكرية والسياســية، فقد ضم حزب التحالف متدينين وليبراليين، وأنصار فبراير وأنصار الفاتح من سبتمبر، والبدو والحضر، وجموعا مــن مختلف القبائل، كما أنه عمد إلى تطعيم خطابه وبرنامجه بنفس إســ مي من خلال إعلانه عن احترام الشــريعة الإســ مية واعتبارها المصدر الأساســي للتشــريع، وذلك بعد الحملة الكبيرة التي أشــرف عليها الدكتور جبريل بنفســه مدينة في الغرب والشرق والجنوب الليبي. 40 والتي زار فيها نحو بالمقابل فقد انقسم الإسلاميون إلى نحو عشرة أحزاب وكيانات، وتنافسوا في الدوائر ذاتها، كما أنهم عجزوا عن تقديم خطاب لافت للرأي العام وافتقروا إلى أدوات التواصل والتأثير في الناخب تاركين الانطباعات السلبية التي حملها الليبيون عن الإسلاميين متأثرين بخطاب النظام السابق، الأمر الذي شتت أصوات الناخبين وأوقعهم في حيرة أسهمت في أن يكون ترتيب الإسلاميين ثانيا وبفارق ملحوظ. وبالمختصر فقد تفوق التحالف عبر البرنامج الاقتصادي والتنموي المقترن باسم وخبرة مؤسسه، وزاحم الإسلاميين في محور ارتكاز مشروعهم وهو مكانة الشــريعة الإسلامية في التشريع، في حين ظهر الإسلاميون باهتين في المشروع التنموي وفي المشروع الإسلامي التغييري.

78

Made with FlippingBook Online newsletter