أحد عشر عامًا على ثورة 17 فبراير الليبية المسارات، العثرات،…

التأسيســي الفعلي لا يمكن أن يتحقق بالشــكل الذي تأسس به المؤتمر الوطني العام. رأي المؤلف، الذي عبر عنه في مناسبات عدة قبيل وبعيد انتخابات المؤتمر الوطنــي العــام، هو أن التعددية التي تكوّن أرضيــة التنافس بين القوى الفكرية والسياســية المختلفة ليســت الخيار الأنســب في مرحلة الانتقال الديمقراطي والتأســيس وإعادة بناء مؤسســات الدولة وفق الظروف والحيثيات السياســية والاجتماعية والثقافية التي لا تخفى على أحد، إذ يقود هذا المســار إلى تشكل ســلطات تشريعية وتنفيذية غير متجانسة بل مرشحة للتصادم الأمر الذي سيضر بالانتقال الصحيح والتأســيس السليم، وأن الأنسب استغلال حالة التقارب بعد تفجر الثورة للتوافق على حلحلة الملفات الحيوية وفي مقدمتها الدستور. ومــن المهم التنبيــه إلى أن الأمم المتحدة والبعثــة الليبية لم تكن داعمة ، وقتها، عن جدوى ((( للانتخابات، وتساءل رئيس البعثة الأممية لليبيا طارق متري في مجتمع ممزق، واعتبر أن الحاجة الأولى تتمثل في " الهروب إلى الانتخابات " . ((( البدء بإعادة بناء الدولة قبل إطلاق عملية تنافسية تسهم في تعميق الانقسامات وليس هناك شــك في أن التناقضات بين القوى السياســية داخل المؤتمر كانت من أهم أســباب تعثره في تنفيذ مهامه التأسيسية، وكان لها أثرها المباشر في أن تكون سياسات وتوجهات المؤتمر الوطني العام في عملية الانتقال منحرفة ومتلبسة بشوائب عدة. وتعكــس النزعة الخلافيــة وغياب روح التوافق كيفية جلوس الأعضاء في القاعة، وطريقة التصويت، وتوجهات الكتل الرئيســية، ودور المســتقلين. يذكر عضو المؤتمر الوطني عبد الفتاح الشــلوي أن معظم الأعضاء احتفظوا بأماكن جلوسهم ليكونوا بجوار الرفيق الفكري أو الجهوي أو المناطقي أو الشريك في الكتلة السياســية الأمر الذي منع الاندماج وإزالة الحواجز بين الأعضاء، وكيف تاهت الأغلبية المســتقلة في بداية أمرها خلف الكتلتين الرئيســيتين، التحالف هو ثالث مبعوث أممي لليبيا، استلم منصبه في عهد المؤتمر الوطني العام، وعاصر بداية الانقسام ((( السياسي وأسس للحوار بين الفرقاء. رياض الريس للكتب والنشر، بيروت، " مسالك وعرة: سنتان في ليبيا ومن أجلها " متري، طارق ((( . 63 م،ص 2015

87

Made with FlippingBook Online newsletter