NATURE LOVER
هيبة تملك القلوب
رياضة الصيد بالصقور تُُجس ّّد بعمق تراثا عريقا يمتد لآلاف السنين، محملا بقيم الشرف والنبل والشجاعة، وهي القيم ذاتها التي تحكي قصة "روان بوثا" في ممارسته لهذه الرياضة في الشرق الأوسط. لقد تشرفنا في مجلة بارنز بلقاء روان في منتجع "جيه ايه"، حيث أتيحت لنا فرصة نادرة لمشاهدة الصقور المهيبة وهي تحلّّق في السماء.
ويتوافد العديد من الصقّّارين الشباب الموهوبين إلى دولة الإمارات، ومن بينهم روان بوثا، مؤسس شركة "وايلد فلايت". ويتشارك الصقّّارون، بغض النظر عن خلفياتهم، في تجسيد قيم عالمية تتمثل في روح الزمالة، والتقاليد العريقة في تربية الصقور وتدريبها والعناية بها، إضافة إلى العلاقة الفريدة التي تربط بين الصقّّار وطائره. ولقد أُُعجب روان بوثا برياضة الصيد بالصقور منذ نعومة أظفاره، حينما كان يعيش في المناطق الريفية بجنوب إفريقيا، وعمره لم يتجاوز الست سنة من الخبرة في هذا المجال، بات 26 سنوات. والآن، بعد مرور أكثر من يدرك أنه كان دائما يسعى للانخراط في الطبيعة على الصعيدين الشخصي والمهني. ورغم أنه بدأ مسارا تقليديا ليصبح مهندسا معمارياًً، إلا أنه سرعان ما أدرك أن شغفه الحقيقي يكمن في عالم البرية. ولحسن حظه، وجد عند عائلته دعما وتشجيعا للسعي وراء حلمه. لكن رحلته كانت طويلة وشاقة، بدأت في أكاديمية أفلام الحياة البرية في كيب تاون، ثم انتقل للعمل في التصوير لصالح قناة "أنيمال بلانت" في حديقة "كروجر" الوطنية،
سنة، مارس البدو في الإمارات العربية المتحدة وشبه 4000 لأكثر من الجزيرة العربية رياضة الصيد بالصقور بحثا عن الغذاء في بيئة صعبة. ومع مرور الزمن، أصبحت هذه الرياضة تجسيدا للقيم الإماراتية الأصيلة من شرف ونبل وشجاعة، مما جعل منظمة اليونسكو تعترف في عام 24 بالصيد بالصقور كتراث ثقافي غير مادي للإنسانية، ممتدا عبر 2021 دولة في ثلاث قارات، تقديرا لتاريخها العريق وأهميتها الثقافية. ومن الجدير بالذكر أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيََّب الله ثراه، كان داعما كبيرا لهذه الرياضة التي مارسها منذ صغره، واشتهر بمساهمته في الحفاظ عليها. وقد أطلق العديد من المبادرات لتشجيع هذه الرياضة، منها برنامج إطلاق الصقور ومستشفى أبوظبي للصقور، الذي يُُعد اليوم أكبر مستشفى للصقور في العالم. وقد قال الرئيس الراحل لنادي صقاري الإمارات، ذات مرة: "الصيد بالصقور ميُمّكّن أطفالنا من الاستمتاع بسحر الصحراء، ويغرس فيهم فضائل الصبر والجلد، وقوة الإرادة ومتعة الصحبة. وهي قيم لا تقل أهمية اليوم عما كانت عليه عبر الأجيال".
©Anna Nielsen
1 1 5
Made with FlippingBook - Share PDF online