P H SI LHAONPTPHI NR GO P Y
تجربة تنبض بالإنسانية
"عندما تمر بتجربة كهذه، تتغير نظرتك للحياة بشكل جذري. في تلك اللحظة، أدركت أنني يجب أن أفعل شيئاًً. أصبحت مهمتي أن أُُحدث فرقا في حياة طفل واحد على الأقل". وبعد تخرجها من الجامعة في المملكة المتحدة، عادت سارة إلى مالاوي، حيث أسست روضة أطفال صغيرة. وبعد أن أكملت المشروع، اعتقدت أنها قامت بما يكفي في مجال العمل الخيري، فعادت إلى بريطانيا لبدء حياتها المهنية كصحفية والعمل في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). ولكن عندما عادت إلى مالاوي بعد عام لتفقد حال الروضة، ص ُُدمت عندما وجدت أن كل شيء قد اختفى، بما في ذلك السقف والألعاب وحتى الأطفال. "كنت شابة في الحادية والعشرين من عمري، ولم أكن أفقه شيئا عن العمل الخيري، فأنشأت شيئا لم يطلبه أحد، ولكن عندما تأملت واقع الجمعيات الخيرية في مالاوي، وجدت أن متوسط عمرها لا يتجاوز السنتين، فلم أكن أرغب في أن أكون مجرد رقم آخر في هذه الإحصائيات، وشعرت بأن علي أن أتحرك لأفعل شيئا حيال ذلك". وهكذا أمضت سارة عاما كاملا كمتطوعة في عدة جمعيات خيرية، حيث اكتشفت مدى الفساد المستشري في هذا القطاع وتأثره بالتوجهات السياسية، عندها قر ََّرََت أن تؤسس شيئا مختلفاًً، فوضعت خطة وطرحتها على الحكومة البريطانية، لكنها لم تحظ بالموافقة. وفي تلك الأثناء، لفت انتباهها إعلان عن دبي. "دبي، أرض الفرص. قلت لنفسي، لماذا لا أكتشف الفرص المتاحة هناك؟ وخلال أسبوع، تقدمت للحصول على وظيفة، وحصلت عليها، وبدأت بتحويل راتبي المعفى من الضرائب إلى مالاوي، مع زيارات متكررة".
تُُعتبر دبي أرض الفرص، حيث يمكن تحويل المستحيل إلى ممكن إذا ما توفر لديك الشغف والإرادة. وهذا ما أثبتته "سارة بروك"، مؤس ِِّسة "ذا سباركل" والمديرة التنفيذية لمؤسسة "سباركل مالاوي"، المقيمة في دبي. سارة، المتحدثة في منصة تيدكس، والحائزة على جائزة الإمارات الإنسانية، والتي تعد واحدة من أبرز سبعة رؤساء تنفيذيين في قطاع العمل الخيري في المملكة المتحدة، وجدت في دبي البيئة المثالية لتحقيق أحلامها وإحداث تغيير حقيقي. تقول سارة: "أشعر بشغف كبير تجاه إحداث تغيير جذري ومستدام في المجتمعات، وأؤمن بقدرتي على تحقيق تأثير ملموس في العالم". تسعى مؤسسة "ذا سباركل" إلى بناء مستقبل يوفر لكل فئة من فئات المجتمع في مالاوي فرصة متساوية للعيش بصحة واكتفاء ذاتي. ولعل البعض يتساءل، لماذا مالاوي؟ بالنسبة لسارة، التي كانت في الثامنة عشرة من عمرها وتعيش في قرية صغيرة بإنجلترا، كان الأمر مجرد تحديد عشوائي على الخريطة؛ "أعتقد أنني أشرت إلى مالاوي، وهكذا انتهى بي المطاف هناك". لم تكن مالاوي وجهة تقليدية، لكن سارة كانت مهيأة للانخراط في العمل التطوعي، وكانت هذه الرحلة بمثابة الشرارة التي أوقدت شغفها. خلال رحلتها إلى مالاوي، تعرضت سارة لوعكة صحية أدت إلى دخولها المستشفى بسبب التواء في الأمعاء، واستغرق ذلك فترة تعاف لمدة أسبوعين بعد إجراء عملية جراحية شخص كانوا 300 ضرورية. وبعد خروجها من المستشفى، علمت من صديق أن هناك ينتظرون رؤية الطبيب الوحيد، وأنها تلقت الرعاية فقط لأنها كانت أجنبية. كما أدركت أن العديد من الأشخاص، بمن فيهم الأطفال، قد فارقوا الحياة وهم ينتظرون دورهم في الطابور، في حين كانت تتلقى هي العلاج اللازم.
1 2 1
Made with FlippingBook - Share PDF online