RENDEZ-VOUS
المجوهرات، وعلم الأحجار الكريمة، والتقنيات الإبداعية، نسعى لإلهام الجيل القادم ليس فقط للحفاظ على هذه الحرفة التقليدية، بل أيضا لتطويرها والابتكار فيها، مما يضمن استمرار تطورها وأهميتها في المستقبل. بالنظر إلى المستقبل، ما هي البرامج أو المبادرات الجديدة في مدرسة "ليكول" التي تثير حماسك بشكل خاص؟ وكيف ترى تطور المدرسة خلال السنوات القادمة؟ أتطلّّع بحماس إلى تعزيز تواجدنا الرقمي وتوسيع نطاق التعاون بين الثقافات المختلفة، وكذلك إلى إطلاق برامج جديدة تستهدف المتخصصين والهواة وعامة الجمهور الذين يمتلكون شغف اكتشاف عالم المجوهرات. على سبيل المثال؛ أطلقنا في نوفمبر الماضي بودكاست "فويس أوف جولز" باللغة الإنجليزية، و"لافوا دي بيجو" بالفرنسية (صوت المجوهرات)، كجزء من مبادراتنا للوصول إلى فئات جديدة من الجمهور وجذب اهتمامهم لاكتشاف فن صياغة المجوهرات كأحد الفنون الراقية التي لها تاريخ طويل وعريق. أما في السنوات المقبلة، فأتوقع أن تتطور مدرسة "ليكول" لتصبح مركزا عالميا لتعليم فنون صياغة المجوهرات، حيث تسهم في إثراء الإبداع وتعزيز الحرفية، وتفتح آفاقا جديدة للحوار الثقافي على مستوى عالمي. ولا شك أننا نطمح إلى مواصلة تطوير تجربتنا التعليمية بطرق مبتكرة، وتوسيع نطاق تأثيرنا ليشمل المزيد من الأشخاص حول العالم. بصفتك شخصا يتمتع بخبرة طويلة في صناعة المجوهرات الفاخرة، كيف أثرت مسيرتك المهنية على نهجك في التعليم والإبداع ورعاية المواهب المستقبلية في "ليكول"؟ لقد منحتني رحلتي في عالم صناعة المجوهرات الفاخرة فهما عميقا للفن والإتقان المطلوبين لابتكار قطع مميزة وفريدة. ونحن في مدرسة "ليكول"، نحرص على تجسيد هذا الفهم من خلال توفير بيئة تعليمية تركز على التجربة العملية، وتنمية الشغف بالفن والعلم والجمال والتميز، كما نشجع التعاون وبناء جسور التواصل بين الطلاب والمحترفين في المجال. فهذه العناصر، هي الأسس التي تساهم في صقل مهارات الجيل القادم من المبدعين القادرين على مواصلة مسيرة أقد ّّر في حياتي ثلاثة أشياء، وهي: الوقت، والسفر، والفن والثقافة. فهي تفتح أمامي آفاقا جديدة، وتُُغني رؤيتي وفهمي للعالم من حولي، كما تثري ذوقي الجمالي وتوقد شغفي بالإبداع. وتعد هذه الجوانب الثلاثة أساسية بالنسبة لي، سواء على الصعيد الشخصي أو المهني، من أجل تحقيق مستويات أرقى من الرفاهية والتميز. التميز والإبداع في صناعة المجوهرات. ما هي أثمن ثلاثة أشياء بالنسبة لك؟
الكريمة، وتاريخ فن المجوهرات، نقدم من خلالها مجموعة متنوعة من الدورات والمحاضرات وورش العمل التي تلبي احتياجات جميع المستويات، من المبتدئين إلى المتقدمين. ويعتمد المنهج على محاضرات يلقيها نخبة من الحرفيين الخبراء، وعلماء الأحجار الكريمة، والمؤرخين، لضمان تقديم معرفة عميقة وشاملة. هذا إلى جانب أننا نعمل بالتعاون مع المجلس العلمي لمدرسة "ليكول"، الذي يشرف بشكل دوري على المحتوى التربوي والأساليب التعليمية، للتأكد من أن مناهجنا تعكس التوازن المثالي بين احترام التقنيات التقليدية واعتماد أحدث الممارسات والتقنيات الحديثة في صناعة المجوهرات. بالنظر إلى المشهد الثقافي الفريد لدبي، كيف تدمج "ليكول" التراث المحلي والفنون في برامجها التعليمية؟ وما الذي دفعكم إلى افتتاح مدرسة المجوهرات في دبي؟ تُُعد دبي بمشهدها الثقافي الغني والنابض بالحياة، موقعا مثاليا لمدرسة "ليكول". ونحن نسعى لدمج العناصر المحلية في برامجنا التعليمية من خلال التركيز على التقاليد المتبعة في صناعة المجوهرات على الصعيد الإقليمي، والتعاون الوثيق مع الحرفيين والمؤسسات المحلية، وتطوير مواد تعليمية تسلط الضوء على التأثيرات الثقافية الإقليمية في عالم المجوهرات. وجاء قرار افتتاح مدرسة "ليكول" في دبي استجابة للنمو الحيوي للمدينة كمركز عالمي لفن التصميم والإبداع، إذ توفر دبي بيئة مثالية تتيح لنا التفاعل مع جمهور متنوع ومتميز، مما يفتح أمامنا فرصا فريدة لتوسيع دائرة التأثير ونشر المعرفة، بالإضافة إلى تطوير المواهب المحلية. هل يمكنك أن تخبرنا المزيد عن العلاقة بين "ليكول" ومؤسسة "دبي العطاء"؟ نحن في "ليكول الشرق الأوسط" ملتزمون التزاما عميقا %100 بالمسؤولية الاجتماعية، ومن هذا المنطلق، نوجه من عائدات دوراتنا العامة ومحاضراتنا لصالح مؤسسة "دبي العطاء". وتعكس هذه الشراكة التزامنا الراسخ بتمكين الأجيال القادمة عن طريق التعليم. ومن خلال دعم "دبي العطاء"، نساهم في تعزيز فرص الوصول إلى تعليم عالي الجودة للأطفال والشباب في البلدان النامية، ما يمثل جزءا أساسيا من مهمتنا وقيمنا. ما مدى أهمية غرس ثقافة التقدير للمهارات الحرفية بين الجيل القادم من صانعي المجوهرات؟ وكيف تساهم "ليكول" في تحقيق ذلك؟ يُُعد غرس ثقافة التقدير للمهارات الحرفية أمرا بالغ الأهمية لمستقبل صناعة المجوهرات. وتوفر "ليكول" تجارب عملية تُُبرز الجوانب الفنية والتقنية للحرفة، وتشارك القصص التي تسلط الضوء على جمال وروعة الإبداعات اليدوية. فمن خلال إدماج الطلاب في تاريخ
مع وجود مجموعة متنوعة من العلامات التجارية الفاخرة ضمن مجموعة "ريشمونت"، كيف تتعامل مع تحدي خلق التوافق بينها مع الحفاظ على الهوية الفريدة لكل علامة تجارية؟ تتمتع كل علامة تجارية في مجموعتنا بتاريخها الفريد وقاعدة عملائها المميزة. ويتمثل نهجنا في صنع توافق يُُعزّّز أهمية كل علامة تجارية، مع الحرص على عدم المساس بالهوية المتميزة لكل منها. يتضمن هذا النهج تبادل أفضل الممارسات بين العلامات التجارية، والاستفادة من الموارد المتاحة على مستوى المجموعة، واستكشاف فرص التعاون بما يحترم الخصوصية والصوت الفريد والإرث الخاص بكل علامة تجارية. هلا أخبرتنا من خلال خبرتك، كيف تغيرت تطلعات المستهلكين فيما يتعلق بالمنتجات الفاخرة في السنوات الأخيرة؟ وما هي التوجهات التي تراها ستشكل مستقبل المجوهرات والساعات الفاخرة؟ نلاحظ اليوم أن المستهلكين الأثرياء يولون اهتماما أكبر للاستدامة، ويفضلون التجارب الفريدة، ويتطلعون إلى اقتناء منتجات مخصصة حسب الطلب. وأرى أن التركيز المتزايد على الإتقان والعراقة، والطلب المتزايد على استخدام المواد المستدامة، جميعها ستؤثر بشكل كبير على مستقبل صناعة المجوهرات الفاخرة، كما سنشهد دمجا أكبر للتكنولوجيا في هذه الصناعة، مع استمرار التركيز على تطوير تصاميم مخصصة لتلبية أذواق العملاء الفردية. هذه الاتجاهات تعكس رغبة المستهلكين في إقامة علاقة أكثر عمقا وشخصية مع المنتجات التي يقتنونها، وهو ما يُُعد أساسا مهما في مجال عملنا. ما الذي ألهمك لإنشاء مدرسة "ليكول" لفنون صياغة المجوهرات؟ نشأت فكرة "ليكول" من رغبتنا العميقة في مشاركة الشغف والمعرفة المتعلقة بفنون صياغة المجوهرات مع جمهور أوسع. كنا نسعى إلى تخصيص مكان يتيح للأفراد استكشاف تاريخ المجوهرات، وفهم التقنيات والعمليات الإبداعية التي تتطلبها صناعة المجوهرات، كذلك أردنا أن نتيح لهم فرصة التعمق في عالم الأحجار الكريمة، مما يعزز تقديرهم العميق لهذه الحرفة الراقية. كانت هذه المبادرة أيضا تعبيرا عن التزامنا الراسخ بالتعليم ونقل المعرفة والمهارات الحرفية إلى الأجيال القادمة، لضمان استمرارية هذا الفن الفريد. هل يمكنك مشاركة بعض التفاصيل حول المنهج الدراسي في "ليكول"؟ كيف تضمنون أنه يشمل التقنيات التقليدية والممارسات الحديثة في صناعة المجوهرات؟ ص ُُمم منهج "ليكول" بعناية ليقدم تعليما شاملا ومتكاملا في فنون صياغة المجوهرات، إذ يركز على ثلاثة محاور رئيسية، وهي: المعرفة والإبداع الفني، وعالم الأحجار
30
Made with FlippingBook - Share PDF online