Barnes Dubai Magazine Second Edition

PRIVATE VISIT

وفي إطار سعيه الدؤوب لاكتشاف تاريخ الإبداع الإنساني وإثراء مجموعته المتنوعة والواسعة من المعروضات، أضاف متحف "اللوفر أبوظبي" إلى مقتنياته شمعدانا نحاسيا مرص ّّعا بالذهب والفضة، من مدينة الموصل العراقية، يعود تاريخه إلى سنة ، وهو نموذج يظهر مهارة حرفية متميزة وإبداعا فنيا مدهشا للمشغولات 1275 المعدنية الإسلامية في العصور الوسطى. كما انضم إلى مجموعة المقتنيات عمل فني آخر، يدعى "ربع مجيََّب" (وهو إسطرلاب على شكل ربع دائرة)، كانت قد نُُقشت عليه خطوط تشير إلى مواقيت الصلاة، وهو جزء من إسطرلاب رباعي كبير، يرجع أصله إلى المغرب أو سورية، ويعود تاريخه إلى الفترة ما بين القرن الخامس عشر والقرن السادس عشر. وتعد هذه القطعة برهانا على التقدم العلمي والمهارة الحرفية العالية التي كانت سائدة في تلك الحقبة. وتعكس هذه القطع الجديدة في مجملها التزام متحف "اللوفر أبوظبي" بمواصلة إبراز غنى التراث الإنساني بالعناصر الجمالية المذهلة، وتعدد روافده الثقافية. وتبرز من بين مجموعة الأعمال الفنية المعروضة حاليا في "اللوفر أبوظبي" والمُُعارة من متاحف ومؤسسات ثقافية عالمية مرموقة، كمتحف "اللوفر" في باريس، لوحتان لا غنى عن مشاهدتهما. الأولى بعنوان "فيلسوف في حالة تأم ُّّل" للفنان الهولندي الشهير )، والثانية تحمل عنوان "رسام شاب يبري قلمه 1669 – 1606( " "رامبرانت فان راين ). وتجسد 1779 – 1699( " الرصاص" للفنان الفرنسي "جان بابتيست سيميون شاردان كلتا اللوحتين جوانب فريدة من التأمل الفني والفلسفي. علاوة على ذلك، يتيح "اللوفر أبوظبي" تجربة جديدة تهدف إلى استقطاب الزوار الجدد والقدامى على حد سواء، إذ يمك ّّن البرنامج الرقمي لعرض القطع المُُعارة والمقتنيات في هذا المتحف عددا أكبر من الزوار وهواة الفن في الإمارات من استكشاف التاريخ العالمي. وبصفته مختبرا للأفكار الجديدة في عصر العولمة، ومصدر دعم للأجيال الواعدة التي ستقود منابر الثقافة والفكر في المستقبل، وضمن إطار برامجه الرقمية، يوفّّر "اللوفر أبوظبي" منصات متكاملة، تعزز التواصل بين المجتمعات المتنوعة، مما يتيح للجميع التمتع بتجارب ثقافية وفنية غنية.

© Department of Culture and Tourism - Abu Dhabi

في قلب المنطقة الثقافية في السعديات، إحدى أهم مراكز تجم ّّع المؤسسات الثقافية الواقعة ضمن جزيرة السعديات في أبوظبي، لبّّى أعضاء فريق "بارنز" الدعوة إلى زيارة خاصة لمتحف "اللوفر أبوظبي"، حيث أتيحت لهم الفرصة لاستكشاف الإبداع الإنساني، والوقوف بذهول أمام أهم معروضات المتحف على مستوى العالم، التي تتضمن عددا متزايدا من التحف الأثرية والأعمال الفنية. يعتمد متحف "اللوفر أبوظبي" في نهجه على سرد تاريخ الإبداع البشري الذي يتخطى حدود الزمان والمكان، ويحرص على تقديم مشهد ثقافي عالمي متنوع، مع التركيز على إبراز التراث الغني لمنطقة الشرق الأوسط. ويقوم المتحف بتجديد معروضاته بشكل دوري، من خلال انتقاء قطع فنية وأثرية بعناية من متحف "اللوفر" في باريس، مما يعزز التبادل الثقافي والتاريخي بين الشرق الأوسط والعالم. وكانت هذه التحفة المعمارية قد أُُنشئت بموجب اتفاقية استثنائية مبرمة بين حكومتي ،2017 أبوظبي وفرنسا، وجرى افتتاحها حاملة اسم "اللوفر أبوظبي" في نوفمبر، سنة لتقدم رؤية فريدة للبشرية ولدورها عبر مسيرة التاريخ. ويعكس تصميم المتحف، الذي أبدعه المعماري الشهير "جان نوفيل"، تأثرا بالعمارة الإسلامية التقليدية، إذ يتميز بقبته المذهلة، التي تنساب من خلالها أشعة الشمس إلى الداخل كشلالات من الضوء، فتجس ّّد بذلك معلم جذب ثقافي بحد ذاتها. كما يحتل المتحف موقعا بارزا ضمن جزيرة السعديات، بجوار معالم ثقافية أخرى مثل منارة السعديات وبيت العائلة الإبراهيمية، فيما تستعد الجزيرة لاستضافة متاحف عالمية أخرى قريباًً، منها متحف زايد الوطني، ومتحف "جوجنهايم أبوظبي"، ومتحف "التاريخ الطبيعي أبوظبي". تمتاز معروضات "اللوفر أبوظبي" بتنوعها المستمر، حيث تقف شاهدة على تاريخ يمتد عبر آلاف السنين من عمر البشرية، إذ تضم قطعا أثرية من عصور ما قبل التاريخ، ومخطوطات دينية، ولوحات فنية خالدة، إلى جانب أعمال فنية معاصرة. وإضافة إلى هذه المجموعة الثابتة من المعروضات، يستقبل المتحف باستمرار تحفا أثرية مُُعارة مؤسسة فرنسية شريكة ومتاحف إقليمية ودولية. 19 من وخلال جولتنا هذا العام داخل متحف "اللوفر أبوظبي"، تمك ّّنا من كشف النقاب عن مقتنيات وتحف أثرية مُُعارة جديدة بالغة الأهمية، تُُسلّّط الضوء مجددا على الروابط التي تجمع بين الحضارات عبر العصور. وكان العديد منها يُُعرض للمرة الأولى في المنطقة.

© Department of Culture and Tourism - Abu Dhabi

80

Made with FlippingBook - Share PDF online