ARCHIETECTURE AND DESIGN
رسالة حياته بصفته أحد الرواد البارزين في الحفاظ على التراث العمراني في ، حين كان رشاد في الثالثة عشرة من عمره، عاش تجربة لن 1974 دبي. في عام ينساها أبدا عندما التقى بالمهندس المعماري البريطاني بيتر جاكسون، الذي زار الإمارات للقيام بمسح معماري للبارجيل في منزل عائلة رشاد، وهي الدراسة التي أثمرت عن الكتاب الشهير "البارجيل: من بيوت تجار دبي". كان هذا اللقاء بداية علاقة مميزة بين رشاد وبيتر، والتي لم تتجدد إلا بعد . ومنذ ذلك الحين، 2002 عاما في ندوة بالجامعة الأمريكية في الشارقة عام 28 استمرت صداقتهما وتعاونهما في مشاريع عديدة، من بينها إصدار نسخة محدثة من كتاب "البارجيل: من بيوت تجار دبي"، أضافا فيها فصلا جديدا يناقش تأثير عمارة البستكية على دبي ومنطقة الخليج بأسرها، وهو التأثير الذي يتجلى اليوم في أنحاء دبي وأبوظبي والمنامة والدوحة والكويت. تلمع عينا رشاد عندما يتحدث عن تاريخ عائلته العريق، إذ يعتبره مصدر فخر وإلهام، فهو يؤمن بأهمية رواية هذه القصص للأجيال القادمة، مستلهما من مقولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيََّب الله ثراه: "من ليس له ماض ٍٍ، ليس له حاضر ولا مستقبل". ، أسست بلدية دبي قسم التراث العمراني، حيث بدأ بفريق صغير 1991 في عام فرداًً، من مهندسين 450 من المهتمين، وتطور ليصبح فريقا كبيرا مؤلفا من ومعماريين وحرفيين ومتخصصين في التصميم والمسح المعماري والترميم والإدارة يؤكد رشاد بوخش على أهمية التعمق في دراسة الماضي والتراث، مع إبقاء النظر دائما نحو المستقبل. ويرى رشاد أن هذا المفهوم يتجلى بوضوح في العمارة، وخاصة في مباني حي الفهيدي التاريخي. فالبيوت التقليدية بتصميم الفناء "الحوش" والتهوية من خلال "البراجيل" تقدم نموذجا مثاليا للعمارة المستدامة، حيث كانت تلك المنازل تعتمد بالكامل على الإضاءة الطبيعية في ظل عدم توفر الكهرباء أو أي مصدر للطاقة، وتستخدم "البراجيل" كوسيلة تهوية طبيعية تنظم تدفق الهواء وتبقي المنازل مريحة، في حين تحافظ الجدران السميكة المبنية من الحجر المرجاني على دفء الغرف في الشتاء. تتميز دبي بموقعها الفريد بين الشرق والغرب، مما أتاح لها الاستفادة من ، هاجر البناؤون والمعماريون 1903 التأثيرات المعمارية لكلا الجهتين. ففي عام من جنوب إيران إلى دبي، حاملين معهم تأثيرات العمارة الإسلامية التقليدية، التي تمزج بين الأشكال الهندسية الإسلامية والزخارف النباتية الشرقية المنتشرة في إيران وباكستان والهند. ويشير رشاد بوخش إلى أهمية حي الفهيدي التاريخي ومنطقة الشندغة باعتبارهما القلب النابض لمدينة دبي. ويعبر عن قلقه إزاء التغيرات السريعة %1 التي تشهدها المدينة قائلاًً: "على الرغم من أن الجزء التاريخي يمثل فقط من دبي، إلا أنه يبقى مصدر إلهام للمباني الحديثة والمستقبلية". ورغم % خلال العقد الماضي بفضل وسائل التواصل 60 زيادة أعداد زوار دبي بنسبة الاجتماعي والجهود التوعوية والمقابلات مع مجلات مثل بارنز، لا يزال التحدي قائما في جذب السياح بعيدا عن الصورة المعروفة لدبي كمدينة حديثة فقط. ونظرا لاعتبار حي الفهيدي بمثابة منطقة محمية داخل دولة الإمارات، إلى موقعا محميا آخر في دبي، يبدو أن شغف رشاد وإصراره سيثمران 850 جانب بتحقيق حلمه في إدراج حي الفهيدي ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو.
© Anna Nielsen Photographer
90
Made with FlippingBook - Share PDF online