Barnes Dubai Magazine Second Edition

ARCHIETECTURE AND DESIGN

عراقة التاريخ تلهم التطور والتغيير جولة مفعمة بعبق التاريخ في خور دبي مع المهندس المعماري رشاد بوخش، رئيس جمعية التراث العمراني في دولة الإمارات

يعتبر حي الفهيدي التاريخي جوهرة العمارة التقليدية على ضفاف خور دبي، ويقع بين الأبراج العالية والتصاميم المعمارية الحديثة. يعود تاريخ هذا الحي، إلى بدايات القرن العشرين، مبنى تاريخيا ش ُُيد من الحجر المرجاني والحجر الصدفي والجبس، وتعلوها أبراج الهواء 54 ويضم "البراجيل" التي تعود أصولها إلى مدينة يزد الإيرانية، المعروفة بأنها "مدينة البراجيل". ش ُُيد حي البستكية على يد تجار أثرياء، كانوا قد أتوا إلى دبي نظرا للفرص التجارية والحوافز التي وفّّرتها دبي آنذاك. وفي سبعينيات القرن الماضي، ومع ازدهار قطاع النفط، تم هدم نصف مباني الحي والأبنية المجاورة في حي الشندغة لإفساح المجال للمشاريع الجديدة. إلا أن تدخ ّّل الأمير تشارلز وعدد من المهندسين المعماريين وشخصيات بارزة من أبناء المنطقة حال دون هدم المنطقة بالكامل. بعدها أدرك الجميع أن هذه المنطقة تمثل تراثا قيّّما يجدر استرجاعه وترميمه لتستفيد منه الأجيال منزلاًً، إلى جانب متاحف ونُُزُُل ومطاعم وأسواق، 54 القادمة. واليوم، يحتضن حي الفهيدي التاريخي كما يستضيف سنويا مهرجان سكة للفنون والتصميم، ليكون بذلك ملاذا هادئا وسط الحياة المتسارعة في دبي. وخلال لقاء أجرته مجلة بارنز مع المهندس المعماري رشاد بوخش، رئيس جمعية التراث العمراني في دولة الإمارات العربية المتحدة، استعاد رشاد ذكريات طفولته في دبي، حيث نشأ في حي البستكية حين كان يمثل منطقة مزدهرة تشهد نموا متزايداًً. رشاد، الذي يعتز بإرثه الإماراتي، عاش طفولة مميزة بين أروقة المنازل المبنية من الحجر المرجاني، وكان يقضي أوقاته في صيد السمك على ضفاف الخور، بالقرب من منزل جده الذي ش ُُيد في المنطقة قبل أكثر من مئة عام. كان رشاد يجلس على ضفاف الخور يراقب السفن التقليدية المحملة بالبضائع والتوابل واللؤلؤ وهي تتجه إلى الهند وأفريقيا. من هنا بدأت رحلته مع العمارة، وهو الشغف الذي شك ّّل لاحقا

© Anna Nielsen Photographer

9 1

Made with FlippingBook - Share PDF online