إستراتيجية الأمن القومي الإسرائيلي

الــذات في الدفاع عن الدولة واإلقرار بصعوبة مواجهة تبعات بعض التحوالت الجيوإستراتيجية. استمارر الصارع مع الشعب الفلسطيني توفر إستراتيجية األمن القومي اإلسرائيلية البيئة التي تضمن تواصل الصراع مع الشــعب الفلســطيني؛ على اعتبار أن أحد مبادئها الرئيسة ينص على وجوب حفاظ إسرائيل على عمق إستراتيجي يقلص من قدرة أعدائها على مفاجأتها، وهو . لكن عمليا، فإن االحتالل يعمق أزمة ((( ما يعني مواصلة احتالل الضفة الغربية إسرائيل الجيوبوليتيكية ألنه يضمن بقاء الصراع مع الشعب الفلسطيني مفتوحا، مع كل ما ينطوي عليه األمر من اضطرار إسرائيل للمحافظة على استعداد متواصل لمواجهة تبعات استمرار الصراع على الصعد العسكرية، والسياسية، واالقتصادية والدبلوماســية. وتســهم أنماط الردود الفلسطينية على تواصل االحتالل -سواء كانت على شــكل انتفاضات أو هبات شــعبية أو عمليات عســكرية منظمة أو فردية- في اســتنزاف قدر كبير من الموارد االقتصادية والعســكرية اإلسرائيلية. فضال عن ذلك فإن الصراع مع الشعب الفلسطيني أصبح بحد ذاته مصدرا لتوليد تهديدات خارجية؛ حيث إنه يمنح أطرافا إقليمية في حالة مواجهة مع إســرائيل فرصة لتوظيفه في محاولة تحقيق مصالحها. وقد أصبحت المقاومة الفلســطينية المســلحة تمثل تحديا واضحا لقدرة إســرائيل على الوفاء بمبادئ ومكونات إستراتيجية أمنها القومي. ففي الحروب األربع وعشــرات الحمالت العســكرية التي شــنتها على قطاع غزة في الفترة ، فشلت في تحقيق أهم مكونين عسكريين من 2021 و 2006 الفاصلة بين عامي مكونات إســتراتيجية األمن القومي وهما: الردع والحســم. فعلى الرغم من أن موازين القوة تميل لصالح إسرائيل فإنها لم تنجح في تكريس ردع يمس دافعية المقاومة الفلسطينية لمناوشتها عسكريا وال سيما في ظل استفحال تأثير الحصار رئيس الوزراء: يهودا " هذا ما أكده مجددا رئيس الوزراء اإلسرائيلي السابق بنيامين نتنايهو. انظر: ((( (נתניהו: יהודה ושומרון - קיר המגן " والســامرة (الضفة الغربية) الجدار الذي يحمي إســرائيل أكتوبر/تشــرين األول 28 ، (تاريخ الدخول: 2020 يناير/كانون الثاني 8 ، ريبونوت، של ישראל) https :// bit . ly / 3bnqWVC :) 2021

118

Made with FlippingBook Online newsletter