ويرى الجنرال يعكوف عامي درور، مستشــار األمن القومي اإلســرائيلي الســابق، أن االعتمــاد على الــذات يعني عدم اضطرار إســرائيل في حال من األحوال إلى االستعانة بجيش دولة أجنبية في صد هجوم تتعرض له؛ على اعتبار أن االعتماد على القوة العســكرية لدولة أخرى سيقلص من قدرة إسرائيل على . ((( اتخاذ قراراتها اإلستراتيجية بشكل مستقل لكــن االعتمــاد على الذات، وفق الفهم اإلســرائيلي، ال يعني تخليها عن االســتعانة بحليف لتأمين الدعم العســكري النوعي واإلسناد السياسي، وهو ما سنتحدث عنه الحقًا. مكونات إستارتيجية األمن القومي اإلسارئيلي إن كان قد اتضح آنفا دور العوامل التي شكلت بيئة األمن القومي اإلسرائيلي في تحديد المبادئ التي حكمت إستراتيجيته، فإن هذه المبادئ أسهمت بدورها في تحديد مكونات هذه اإلستراتيجية، التي تشمل جملة المناشط التي تؤدى في . ونظرا إلى االتجاه الواقعي الذي تبنته " الوطنية " إطارها لتحقيق مصالح إسرائيل إسرائيل على صعيد عالقاتها الدولية وأمنها القومي بسبب كونها كيانا استعماريا استيطانيا؛ فإن إستراتيجية أمنها القومي أولت اهتماما كبيرا للمكونات العسكرية على غيرها من المكونات. المكونات العسكرية وجهت القيادة اإلســرائيلية معظم المــوارد الذاتية على الصعيدين الفكري والمــادي لتصميم الخطوط التوجيهية إلســتراتيجية األمن القومي على الصعيد العســكري لضمان مواصلة إســرائيل االحتفاظ بإنجازاتها التي حققتها بوصفها كيانا اســتعماريا اســتيطانيا، والحتواء رد الدول والشعوب العربية التي تعرضت أرضها لالحتالل. من هنا، فقد مثلت المكونات العســكرية في نظر بن غوريون الذي تتحطم عليه كل المحاوالت العربية الستهداف إسرائيل " الجدار الحديدي " من منطلق أن االعتماد على هذه المكونات يعد الضمانة الوحيدة إلقناع الدول العربيــة بعــدم إمكانية تحقيق أهدافها، ودفعها إلى التســليم بوجود إســرائيل، . 19 ، مرجع سابق، ص " مفهوم األمن القومي اإلسرائيلي " عامي درور، (((
43
Made with FlippingBook Online newsletter