إستراتيجية الأمن القومي الإسرائيلي

- إذا تعاظمت مشاعر العداء واإلحباط لدى العدو وتفوقت على الحسابات ‌ أ المنطقية المستندة إلى منح اعتبار لموازين القوى، فإن هذا يمكن أن يدفعه لشن حرب، حتى عندما يعي أن ليس بوسعه تحقيق انتصار. - إذا اعتقد العدو أن بإمكانه تحقيق مكاسب سياسية في أعقاب الحرب ‌ ب ولو خسر المواجهة العسكرية. - ينجــح الــردع في مواجهة دول، لكنه يحقــق نتائج محدودة جدا في ‌ ت مواجهة تنظيمات وأجسام أقل من الدولة. اإلنذار: تفترض إستراتيجية األمن القومي اإلسرائيلية أنه إذا فشل الردع في اجتثاث الرغبة في شن الحرب لدى العدو فيجب أن تكون لدى إسرائيل قدرات استخبارية تمكنها من الحصول على معلومات تجعلها قادرة على التحوط ألي هجوم يمكن أن يخطط له. وتسهم المعلومات االستخبارية في تمكين إسرائيل من االســتعداد إلحباط الهجوم عبر توجيه ضربة اســتباقية، أو من خالل منح الدولة الوقت الكاف لتجنيد قوات االحتياط واالســتعداد بشكل مناسب للدفاع . لكن اإلنذار ال يوظَّف وســيلة إلحباط نيات العدو الهجومية ((( وصــد الهجوم فقــط، بــل يخدم أيضا االتجاه الواقعي الذي تتبناه إســرائيل في إدارة مناشــط أمنها القومي، وضمن ذلك تبني السياســات الهجومية من منطلق أن نجاح هذه السياسات يتوقف على توفر معلومات استخبارية مسبقة تمكنها من إعداد بنوك أهداف يسهم ضربها في تحقيق مصالحها. وقد منح بن غوريون أهمية كبيرة لدور االستخبارات بوصفها مكونا رئيسا من مكونات إستراتيجية األمن القومي؛ حيث عد االستخبارات العسكرية، على . ((( وجه الخصوص، أهم أذرع الجيش اإلسرائيلي إسهاما في أمن إسرائيل القومي إلى جانب ذلك، فإن إســرائيل ترى في التفوق االســتخباري على أعدائها عامال يقلص من إســهام الجهد الحربي في المس بالنمو االقتصادي؛ حيث إن الحصول على معلومات اســتخبارية دقيقة حول نيات العدو يجعلها غير ملزمة بأن تكون في حال استنفار دائم يصيبها بالشلل ويعطل عمل مؤسساتها ومرافقها . 13 ديكل، عيناف، نظرية أمن قومي منقحة إلسرائيل، مرجع سابق، ص ((( . 9 بن غوريون، جيش ودولة، مرجع سابق، ص (((

46

Made with FlippingBook Online newsletter