إستراتيجية الأمن القومي الإسرائيلي

والجوالن لن تُزال حتى في إطار التوصل لتسوية للصراع. أمــا المكون الثاني، فيتمثل فــي محاولة العمل على تقليص أمد الحروب الحرب " والمواجهــات العســكرية وتجنب إطالــة أمدها، وهو ما يطلــق عليه . وذلــك ألن الجيش اإلســرائيلي يعتمد في الحــروب والحمالت " الخاطفــة العسكرية الكبيرة على قوات االحتياط. وإذا طال أمد المواجهة، فإن هذا يعني شــل االقتصاد والمرافق اإلنتاجية وقطاعات الخدمات في الدولة بشــكل كبير؛ حيث إن العاملين في هذه المرافق والقطاعات هم في الواقع أيضا ضباط وجنود قــوات االحتياط. هذا فضال عن أن مجــرد تقصير أمد الحرب وتحقيق انتصار . فشــن حرب خاطفة ((( ســريع وخاطف يمثل بحد ذاته عامل ردع لدى العدو قصيــرة يقلــل األضرار التي تلحق بالجمهور والبنــى التحتية، ويقلص أمد فترة الشــلل الذي يصيب المرافق العامة والخدمية خالل الحرب، ويحتم اســتخدام . ((( المقدرات العسكرية في تحقيق نصر سريع لكن نقل المعركة إلى أرض العدو وتقليص أمد الحرب يتوقف باألساس على إحراز إســرائيل تفوقا نوعيا على أعدائها، وهو ما يمثل المكون المســاعد الثالث في إســتراتيجية األمــن القومي. وقد ركزت إســتراتيجية األمن القومي اإلســرائيلي على محاولة تحقيق تفــوق نوعي على المحيط العربي وكل طرف يصبــح في حالة عداء مع إســرائيل، وذلك ألنه بدون هذا التفوق فســتتضاءل فــرص نقل المعركة إلى أرض العدو وتقليــص أمد الحرب. إلى جانب ذلك، فــإن التفوق النوعي تفرضه حالة عدم التناســب مــع العالم العربي في المجال الديمغرافي، والجغرافي، والموارد الذاتية. ويلعب التفوق النوعي دورا مهما في التأثير في معنويات قيادة وجمهور العدو بشــكل يســهم في تيئيس تلك القيادة وذلك الجمهور من الرهان على نتائج العمل العســكري ضد إسرائيل. من هنا، ، التي تقول بأنه يجب تصميم بناء " الجدار الحديدي " فقد طبق بن غوريون نظرية واستخدام القوة العسكرية بحيث يتم إقناع الدول العربية بعدم إمكانية إزالة دولة إيزنكوت، ســيبوني، خطوط توجيهية إلســتراتيجية األمن القومي اإلســرائيلية، مرجع سابق، ص ((( . 39 . 39 المرجع السابق، ص (((

50

Made with FlippingBook Online newsletter