إستراتيجية الأمن القومي الإسرائيلي

ينطلق البحث من فرضيتين أساسيتين، األولى: أن التعديالت التي أدخلتها و إســرائيل على إستراتيجية أمنها القومي ال تمكنها من مواجهة المخاطر الناجمة عــن التحوالت التي طرأت على بيئتها اإلقليمية والدولية والداخلية، والثانية أن إسرائيل ليست قادرة على توجيه التغييرات التي طرأت على بيئتها الداخلية ذات التأثير المباشــر على إدارة مناشــط أمنها القومي والتحكم فيها، وأن إسهام هذه التغييرات في تقليص قدرتها على تحقيق مصالحها أكبر من إســهام التحوالت اإلقليمية والداخلية. من أجل معالجة مشــكلة البحث واإلجابة عن أسئلته، فإن البحث اعتمد و ثالثة مناهج: المنهج التاريخي لتسليط الضوء على جذور مفهوم األمن القومي اإلســرائيلي والظروف التي قــادت إلى بلورة إســتراتيجيته. والمنهج الوصفي التحليلي الستعراض التحوالت اإلقليمية والدولية والداخلية التي طرأت على بيئة األمن القومي اإلسرائيلي وتفكيك العالقة بين هذه التحوالت والتعديالت التي أدخلتها على إســتراتيجية األمن القومي ولتحليل أسباب قصور هذه التعديالت عن تحقيق أهدافها. كما استخدم المنهج االستشرافي لبناء تصورات حول البيئة التي ستتفاعل فيها مستقبال سياسات ومناشط األمن القومي اإلسرائيلي. ونظــرا إلــى أن التوقيع على اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإســرائيل عام كان التحــول األول الــذي أثر في بيئة األمن القومي وتبعته سلســلة من 1978 التحوالت ال تزال تتواصل حتى اآلن، فإن الحد الزماني للدراســة هو من عام عام إعداد هذا البحث. أما الحد المكاني فيشــمل إســرائيل 2022 إلى 1978 والبيئات الجغرافية التي تؤثر تحوالتها في بيئة أمنها القومي. يبدأ البحث بمدخل تعريفي وإطار مفاهيمي يتضمن الدراســات الســابقة واإلطار النظري، ويتعرض لمفهوم األمن القومي والمقومات التي يرتكز عليها، ومكانته ضمن نظريات العالقات الدولية، ثم يأتي الفصل األول فيتناول إستراتيجية األمن القومي اإلســرائيلية مســلطا الضوء على بيئتها، ومبادئها، ومكوناتها، أما الفصــل الثاني فيرصد التحوالت اإلقليمية والدولية التي أثرت في إســتراتيجية األمن القومي اإلســرائيلي، بينما يحلل الفصل الثالث اتجاهات مواءمة إسرائيل إســتراتيجية أمنها القومي للتحوالت المختلفة على الصعد العسكرية والتنظيمية

7

Made with FlippingBook Online newsletter