إستراتيجية الأمن القومي الإسرائيلي

الفصل الثالث مواءمة إستراتيجية األمن القومي اإلسرائيلي للتحوالت الجيوإستراتيجية

مثلت التحوالت التي طرأت على البيئة الجيوإســتراتيجية إلســرائيل، التي تناولها الفصل الثاني، فرصا وتهديدات لها استدعت إعادة النظر في إستراتيجية أمنها القومي ومواءمتها لتكون قادرة على اســتنفاد تلك الفرص وتوفير الحلول لمواجهة التهديدات الناجمة عنها. وعلى الرغم من أن إســرائيل ال تزال تعتمد المبــادئ الناظمة إلســتراتيجية األمــن القومي كما صاغها بــن غوريون، فإنها اضطرت إلى إضافة مبادئ ومكونات جديدة، عسكرية وغير عسكرية، إلى هذه اإلستراتيجية لمواجهة تبعات التحوالت الطارئة على بيئتها اإلقليمية والدولية. يســتعرض هذا الفصل اتجاهات تعاطي إسرائيل مع التحوالت التي أثرت في بيئة إســتراتيجية أمنها القومي والتغييــرات التي طرأت على تقديرها لبعض مبــادئ هذه اإلســتراتيجية، ويرصد المكونات السياســية والعســكرية الجديدة التــي ألحقت بها، وما قاد إليه تبنيها اتجاهات جديدة في بناء قوتها العســكرية وسياساتها الخارجية. إ ست ارتيجية � أوال: إستارتيجية األمن القومي اإلسارئيلي في ضوء التحوالت الجيو أسفرت الدعوات التي أطلقتها قيادات عسكرية في االحتياط ونخب سياسية وباحثــون إلى إعادة النظر في إســتراتيجية األمن القومــي، عن اتخاذ الحكومة بتشكيل لجان للنظر في بلورة إستراتيجية أمن قومي 1998 اإلسرائيلية قرارا عام جديدة برئاسة وزير االستخبارات السابق دان مريدور. وقد توصلت هذه اللجان إلى استنتاج مفاده أنه يجب مالءمة هذه اإلستراتيجية لمواجهة تهديدات جديدة، مثل التنظيمات المسلحة، وتحول العمق المدني اإلسرائيلي إلى ساحة للمواجهة

91

Made with FlippingBook Online newsletter