. )1( يمثل هذان العاملان مؤشرًا حاسمًا على كفاءة وفعالية أية نخبة وتنطلق النظرية الأوليغارشــية لميشــلز من افتراض مفاده أنه حتى في ظل النظم الديمقراطية، فإن هناك قلة منظمة تتركز في يدها مقاليد الأمور، حيث يرى أن جميع المجتمعات والتنظيمات وإن كانت قد نشــأت نشأة ديمقراطية، فأنها مع مرور الوقت ولضــرورات الحكــم والتنظيم تمركز الســلطة في يد أقلية تحــرف الديمقراطية عن . فقد توصل ميشلز إلى أن النخبة التي تقود التنظيمات تملك مجموعة من )2( مســارها المزايا التي تســمو بقوتها، لكن، في الوقت ذاته، تتعذر محاســبتها ومراقبتها من قبل أنصارها؛ حيث تنحصر قيادة الحزب في بعض عناصره السياســية والبيروقراطية التي تمتلك قدرات على مستوى التخطيط والقيادة والتدبير والإشراف والتوجيه والتأطير. ويتضــح مــن رصد الظروف التي أفضت إلى حدوث تحول على موازين القوى داخل النخبة الإسرائيلية أن نظرية الاتجاه التنظيمي لموسكا تصلح بشكل أساس لتفسير تعاظم تمثيل أتباع التيار الديني القومي في كل مستويات النفوذ ومواطن التأثير، التي أهّلتــه للعب دور رئيس في تحديــد اتجاهات عملية صنع القرار وتوجهات المجتمع في إســرائيل. وقد بدا واضحًا أن كّ من الدافعية الأيديولوجية والقدرة العالية على التنظيــم قد لعبا دورًا رئيسًــا في تمكين التيــار الديني القومي من إحداث تحول كبير لصالحه داخل النخبة الإســرائيلية عبر اســتغلال ظروف اقتصادية واجتماعية وسياسية لم يكن له دور في بلورتها. فإلــى جانــب الدافعية الكبيرة للتأثير على اتجاهات صنــع القرار بما يتواءم مع منطلقاته الأيديولوجية، اســتفاد التيار الديني القومي من شبكاته الاجتماعية في تنظيم فعله ومراكمته، ســيما الأطر التنظيمية التــي ضمت الحاخامات والمرجعيات الدينية، والمدارس الدينية العسكرية، إلى جانب التنظيمات السياسية التي مثّلته. وعلى الرغم من أن نظرية «الإطار الســيكولوجي» لباريتو لا تصلح بشــكل عام لدراسة تحولات النخبة في النظم الديمقراطية، إلا أنها تساعد في شرح دور السمات الســيكولوجية لأتباع التيــار الديني القومي في تمكين هذا التيــار من الصعود داخل النخبــة. فإلى جانب الدافعية الأيديولوجية والقدرات التنظيمية، لا يمكن تجاهل تأثير . 43 المرجع السابق،ص ((( . 53 أبراش، علم الاجتماع السياسي، مرجع سابق،ص (((
18
Made with FlippingBook Online newsletter