أسهم نهج النخب العلمانية الغربية التي أسست إسرائيل، وتعاقبت على حكمها ، والقائم على ترســيخ انعدام المســاواة على أســس عرقية، في دفع 1977 حتى العام الشــرقيين بعد ثلاثة عقود من الإعلان عن الكيان الصهيوني للتمرد على اســتراتيجية «بوتقــة الصهــر» التي اعتمدتها القيادة العلمانية الغربية فــي التأثير على اليهود الذين هاجروا من الدول العربية والإسلامية ثقافيّا ومحاولة دفعهم لتبني أنماط الثقافة الغربية. وقد تأطّر الشــرقيون في حركات احتجاجية لتأكيد رفضهم ممارسات المؤسسية القمعية التي انطلقت من رفض الحق في الاختلاف والتميز عن الغربيين وذلك بهدف . )1( «خلق الأمة» الإسرائيلية ونظــرًا لأن القيــادات العلمانية الغربية التي حكمت إســرائيل في العقود الثلاثة الأولى من عمرها، كانت تنتمي إلى «يســار الوســط»، الذي يمثله حزب العمل ذو التوجهات «الاشتراكية»، فقد تجسدت أكثر مظاهر احتجاج الشرقيين تأثيرًا في التحول على أنماط تصويت الشرقيين في الانتخابات التشريعية. فقد حوّل الشــرقيون مظاهر الغبن والتمييز بحقهم إلى قوة سياســية من خلال التحــول عن التصويت لصالح حزب العمل والاســتنفار بــدً من ذلك لدعم اليمين بشــكل عام، والتصويت بشــكل خاص لصالح الليكود، الذي نجح في مخاطبتهم من خلال إبراز الفرق بينه وبين حزب العمل؛ حيث إن قيادات الليكود عرضت اليهودية كقاســم مشــترك لجميع اليهود وليس الإســرائيلية الغربية، مع العلم بأن جميع قادة . )2( الليكود كانوا في ذلك الوقت من العلمانيين الغربيين وقد أســهم التحول في أنماط تصويت الشرقيين إلى حدوث الانقلاب السياسي الأول الــذي أفضى إلى صعود حزب الليكود بزعامة مناحم بيغن بعد انتخابات العام لأول مرة. 1977 وفيمــا أدى التزاوج بين اليمين العلماني والشــرقيين إلى حد بعيد إلى توســيع الليكود لخطابه الاجتماعي كي يســمح باجتذاب الشــرقيين، في حين أسهم الخطاب باروخ كيمرلنغ، نهاية الهيمنة الأشكنازية، ترجمة نواف عثامنة، (رام الله، المركز الفلسطيني ((( . 26 )،ص 2002 للدراسات الإسرائيلية، ،) ס " ש של סיפורה המתגבר המעיין | דיין אריה آرييه ديان، المعين المتدفق: قصة حركة شاس ( ((( . 34 )،ص 1998 (تل أبيب، كيتر،
35
Made with FlippingBook Online newsletter