لزامًــا عليــه أن يتحالف مع الأحزاب الدينية؛ ممــا جعلها تلعب لأول مرة في تاريخ إسرائيل دور لسان الميزان عند تشكيل الائتلافات الحاكمة. وبســبب عدم اســتقرار النظام السياســي الإســرائيلي نتيجة التباينات السياسية والأيديولوجيــة والعرقيــة، فإنه لم يحدث أن تمكنت حكومة مــن إتمام مدة ولايتها إلا مرتيــن في تاريخ إســرائيل؛ وهذا ما جعل إســرائيل تُقْــدِم في الغالب على تبكير الانتخابات التشريعية. وقد أســهم عدم اســتقرار النظام السياســي في تعزيز مكانة الأحــزاب الدينية السياســية، على اعتبار أن حزب الليكود، الذي كان يحصل في الغالب على الأغلبية ، حرص على استرضاء الأحزاب الدينية لضمان موافقتها 1977 غير المطلقة، منذ العام علــى الانضمام للائتلافات الحاكمة التي يشــكلها، وهذا ما عزز مكانة المتدينين في النخبة السياسية. اختراق الأحزاب العلمانية لقد برزت في إسرائيل ظاهرة قلما تحدث في أي كيان سياسي آخر؛ حيث بادر أتباع التيار الديني القومي في العقد الأخير لاختراق الأحزاب العلمانية، وتحديدًا حزب «الليكود» الحاكم، الذي يعتبر أكبر الأحزاب العلمانية؛ والذي تتوقع استطلاعات الرأي العام أن يواصل حكم إسرائيل لفترة طويلة في ظل انهيار اليسار وتراجع الوسط بشكل كبير. وتدل كل المؤشــرات علــى أن اختراق الأحزاب العلمانية مــن قبل المتدينين هو عملية مدروســة وتهدف بشكل أســاس إلى تمكينهم من التأثير على عملية صنع القرار السياســي في إسرائيل بشــكل يفوق بكثير ثقلهم الديمغرافي، وهو ما بات يقر . )1( به المتدينون أنفسهم وكان نتــاج هــذا التحرك أن تمكن المتدينون مــن إيصال عدد من ممثليهم إلى قوائم الليكود البرلمانية، ناهيك عن أنهم تولوا وزارات مهمة ضمن حصة الحزب. ومن الساســة المتدينين الذين صعدوا في إطار النخبة السياســية لحزب الليكود للإحاطة أكثر بمدى تغلغل المتدينين في الأحزاب العلمانية. انظر: النعامي، صالح، «تسلل المتدينين ((( يونيو/ 14 ، (تاريخ الدخول: 2012 يونيو/حزيران 14 للأحزاب العلمانية في إسرائيل»، الجزيرة نت، https :// bit . ly / 2VI5XDt :) 2012 حزيران
54
Made with FlippingBook Online newsletter