النخبة الإسرائيلية الجديدة

الأيديولوجية وتهدف إلى استيعاب عناصره لتحسين قدرتهم على الاندفاع نحو السيطرة على مواطن التأثير في الدولة من خلال الحصول على المؤهلات الأكاديمية. ومما ســاعد المتدينيــن على تحقيق هدفهم هذا أن مشــاركتهم في الائتلافات ، سمحت لهم بالتأثير على 1977 الحاكمة التي تعاقبت على حكم إســرائيل منذ العام الواقع الأكاديمي والبحثي. وقد عمد حزبا «المفدال» و»البيت اليهودي»، اللذان تعاقبا على تمثيل التيار الديني القومي، إما على الإصرار على الحصول على وزارة التعليم، وبالتالي التأثير على مجلس التعليم العالي، الذي يشرف على المؤسسات الأكاديمية، أو تضمين الاتفاقات الحكومية بنودًا تمثل التزامًا بتحســين مكانة ودور المؤسســات الأكاديميــة التي يملكها هذا التيــار، بحيث أصبحت جامعة بارإيلان ثاني أكبر جامعة في إسرائيل، بعد الجامعة العبرية في القدس المحتلة. ، طرأ تحول كبير على دور ومكانة جامعة «بار إيلان»، حيث 1980 ومنــذ العــام دشــنت الجامعة المزيد من المســارات الأكاديمية الجديدة لاستيعاب الطلاب، سيما المتدينيــن، الذين يُقبلون عليها لأنها تحرص على توفير بيئة تعليمية تراعي توجهاتهم الدينية. وقد حرص التيار الديني على توظيف ثقله في المؤسسات الأكاديمية في تحسين قدرته على تعزيز مكانته في النخبة السياسية. فقــد اعتمــدت الأحزاب والحــركات الدينية على عناصرها مــن خريجي «بار إيلان» في احتكار مواطن التأثير التي حصلت عليها بفعل تعاظم ثقلها السياســي في . )1( الحكومة إلى جانب ذلك، فقد عمدت الحكومة والمؤسسة الأمنية على تعزيز دور جامعة «بار إيلان» من خلال تشــجيع الموظفين في السلك السياسي والأمني على استكمال تأهيلهم الأكاديمي في «بار إيلان» تحديدًا. فعلى سبيل المثال، يلزم جهاز المخابرات الداخلية «الشاباك»، الذي يعد من أهم الأجهزة الأمنية تأثيرًا على دائرة صنع القرار السياسي في تل أبيب، ضباطه باستكمال تأهيلهــم الأكاديمي في جامعة بار إيــ ن، ناهيك عن أن الجهاز منح خريجي جامعة معظم المستويات القيادية في حزب «البيت اليهودي» المتدين المشارك في الحكومة هم من خريجي ((( «بار إيلان» وضمنهم وزراء الحزب ونوابه، وعلى رأسهم رئيس الحزب ووزير التعليم، نفتالي بنات.

75

Made with FlippingBook Online newsletter