النخبة الإعلامية تشبه الآلية التي اتبعها التيار الديني القومي في الانقضاض على الإعلام واحتكار قطاع مهم منه، بهدف توظيفها في مراكمة التأثير على الدولة والمجتمع، إلى حد كبير الآلية التي اتبعها في اختراق الجيش والمؤسسة الأمنية؛ حيث إن الدافع في الحالتين أيديولوجي وبهدف منح هذا التيار قدرة على التأثير على دائرة صنع القرار والمجتمع بشكل يفوق بكثير تمثيل هذا التيار في المجتمع. فحتى مطلع القرن الحالي، لم يكن التيار الديني يملك أية وسيلة إعلامية كبيرة، يتمكن عبرها من التأثير على الجدل العام، باستثناء صحيفة «نكوداة» وإذاعة «عروتس شيفع». ومما يدلل على أن اندفاع التيار الديني القومي لتدشــين وسائل إعلام خاصة به واختراق وسائل الإعلام الخاصة وتلك الممولة من الدولة جاء نتاج تحرك أيديولوجي ومبــادرة، حقيقــة أن هذا التيار لم يهتم بالإعلام إلا بعد المقال التأسيســي الذي كتبه أغســطس/ 23 أوري أروباخ، أحد القيادات الشــابة في التيار الديني القومي، بتاريخ ، في صحيفة «نكوداة»، بعنوان «الجيدون للإعلام»، حيث حثّ فيه شــباب 1987 آب المعســكر الديني على عدم الاكتفاء بالتســلل إلى المستويات القيادية في الجيش، بل أيضًا اكتســاب المهارات العملية والفنية بهدف الانخراط في المؤسســات الإعلامية، . )1( بهدف التأثير على الدولة والمجتمع ونظرًا لأن إســرائيل في العقود الثلاثــة الأخيرة تُحكَم من قبل ائتلافات حاكمة تشارك فيها بشكل خاص الأحزاب والحركات الدينية إلى جانب تلك التي تمثل التيار العلماني اليميني، فقد حرصت الحكومات على إزالة القيود التي تعيق تأسيس وسائل . )2( إعلام خاصة تخضع للتيار الديني القومي المقال ó أعادت صحيفة «ميكور ريشون» نشر المقال، انظر: أوري أورباخ، «الجيدون للإعلام ((( ،) אורבך אורי של המכונן המאמר - לתקשורת הטובים אורבך אורי التأسيسي لأوري أورباخ»( https :// bit . :) 2018 سبتمبر/أيلول 16 ، (تاريخ الدخول: 2015 فبراير/شباط 16 ميكور ريشون، ly / 2VLlq5F سمحت الحكومة على سبيل المثال لصحيفة «يسرائيل هيوم» اليومية بأن توزع مجانًا، وهو ما قلص ((( من قدرة الصحف الأخرى على منافستها، كما أن وزارة الاتصالات تجاوزت القيود التي تفرضها »، التي يملكها التيار الديني، على عرضمضامين إخبارية وحوارية 20 سلطة البث الثانية ومكنت قناة «
81
Made with FlippingBook Online newsletter