ترافق صعود التيار الديني القومي كمركّب أساس في النخبة الإسرائيلية الجديدة بسعي واضح من هذا التيار لفرض رؤيته لطابع العلاقة بين الدين والدولة، إلى جانب توظيف نفوذه في التأثير على أنماط الحياة المجتمعية، علاوة على أن هذا التطور ساعد على تبلور بيئة داخلية تقلص من فرص التوصل لتســوية سياســية للصراع مع الشعب الفلسطيني والعالم العربي؛ إلى جانب أن هذا التحول يحمل في طياته إمكانية التأثير بشكل جدي على طابع النظام السياسي والمس بالسمات «الديمقراطية» لهذا النظام. الموقف من الصراع مع الفلسطينيين تمثــل التحولات التي طرأت على تركيبة النخبة الإســرائيلية، والتي تمثلت في اندفاع التيار الديني إلى صدارة الفضاء العام أحد صور التغيرات والانزياحات البنيوية فــي المجتمع الإســرائيلي التي أفضت إلى تعزيز النزعــة القومية المتطرفة؛ حيث إن هذا التيار يبدي التزامًا فقط إزاء منطلقاته الدينية والأيديولوجية المســتندة إلى التراث اليهودي، ولا يلتفت كثيرًا للضوابط المرتبطة بالحســابات السياسية الواقعية والشرعية الدولية في سعيه لإخضاع الآخر، سيما الفلسطينيين وتحطيم مشروعهم الوطني وفرض رؤيته عليهم. وقد حقق التيار الديني القومي حتى الآن إنجازات كبيرة على صعيد إملاء مواقفه 1967 من الصراع مع الشعب الفلسطيني على دوائر صنع القرار في تل أبيب منذ العام وحتى الآن. وهنــاك العديــد من المظاهر التي تعكس نجاح التيــار الديني القومي في إملاء توجهاتــه الأيديولوجية من الصراع على الحكومات المتعاقبة، ســيما عبر نجاحه في توظيف ثقل أتباعه في الحكومة والجيش في إجبار المســتوى السياســي الحاكم على عبر 1967 التعاون معهم في حسم مصير الأراضي الفلسطينية والعربية التي احتلت عام الاســتيطان، إلى جانب نجاحهم في دفع الحكومات إلى تبني مواقف سياســية تجعل . )1( من المستحيل التوصل لتسوية سياسية للصراع توسع الباحثان، عكيفا إلدار وعديتزرطل، في رصد المظاهر التي تعكس نجاح التيار الديني القومي ((( ، والتي توسعت بعد 1967 في إملاء توجهاته على الحكومات التي تعاقبت على الحكم بعد حرب صعود الليكود للحكم، وبلغت حدودًا غير مسبوقة مع تعاظم تمثيل عناصر هذا التيار في النخبتين،
93
Made with FlippingBook Online newsletter