تداعيات تسييس القبليةعلىليبيا الدولة والمجتمع
غيث السنوسي
على الرغم من تعريف القبيلة تاريخيّا على أنها بنية اجتماعية في ليبيا والعالم الإســ مي كلّه، فقد تم تعزيزها من قبل الأنظمة الاســتبدادية بمرور الوقت. تعتبر القبيلة اليوم واحدة من أكبر الجهات تأثيرًا وفاعلية في مجتمعنا وتلعب دورًا مركزيّا في تشــكيل الشؤون السياســية للبلاد. ومع أن النسيج الاجتماعي الذي يقوم على الــولاءات والانتمــاءات القبلية هو ما يجعل ليبيا فريدة من نوعها، فإن هذه الفرادة تجعل من القبلية إحدى أكبر العقبات في وجه التحديث؛ لأن القبيلة ســقطت مع مرور الزمن فريسة لأطماع القادة الاستبداديين في البلاد. وقد أدت سياسات معمر القذافي إلى تعزيز النظام القبلي في البلاد، وكان من المفترض أن ينهار هذا النظام بعد وقت قصير من ســقوطه، إلا أن النظام الســابق سيّس القبائل، ولا يزال ذلك التسييس متواصلا حتى بعد الثورة على ما يبدو. وقد حكم معمر القذافي البلاد بقبضة من حديد لعقود وقام بسياسات لتقوية النظــام القبلــي، وإلغــاء هذه السياســات الآن أمر ضروري لحماية مســتقبل ليبيا الديمقراطي. وترجــح هــذه الورقة أن القبلية في جميع الاحتمالات ســتظل عقبة أمام بناء مؤسسات الدولة التي تقوم على الديمقراطية وسيادة القانون.
103
Made with FlippingBook Online newsletter