قادة ليبيا الصاعدون: أصوات غير مسموعة لجيل قادم

ثار الشــعب الليبي على الاستبداد والحكم الفردي 2011 في فبراير/شــباط عاما، مارس فيها معمر القذافي أنواعا مختلفة من الظلم، 40 الذي استمر أكثر من حتى أصبحت حياة المواطن الليبي العادي جحيما لا يطاق بســبب هيمنة الأجهزة الأمنية على الحياة والشؤون اليومية للمواطنين. وكانت أربعون سنة من الديكتاتورية في ليبيا مدمرة إلى حد أن جعلت التأثير القبلي والنظام العرفي هو السلطة التشريعية في البلاد، بمباركة رجل واحد. أصبح هذا هو الوضع القائم إلى أن قرر جيل الشــباب الإطاحة بالنظام عام ، على أمل تغيير الأوضاع، إلا أن ذلك شــكل خطرا حقيقيا على الســلطة 2011 القبلية، لأن الأجيال الشابة بدت على استعداد لتبني القيم الديمقراطية والتخلص من أشلاء الماضي، مما جعل الأنظمة الاستبدادية في المنطقة متخوفة من شجاعة جيل الشباب وتطلعاته إلى نبذ الديكتاتورية والحكم العسكري، فاندفعت لمواجهة الثورة. شــعرت الأنظمة الاســتبدادية بأن الربيع العربي يضعها في خطر، وأثار قلقها على مستقبل الكراسي أن يتحقق حلم الشباب بدولة حرة وديمقراطية، فجاء إعلان في الوقت 2014 عمليــة الكرامة من قبل اللواء الليبــي المتقاعد خليفة حفتر عام الذي كاد فيه النفوذ القبلي ينهار، خاصة في شرق ليبيا. أدرك خليفة حفتر أن الســبيل الوحيد للوصول إلى الســلطة هي إحياء الهوية القبلية في ليبيا لعله بذلك يضمن مقعده، فاســتغل حالة الفوضى في البلد لصالحه من خلال شن حملة دعائية لوصف معارضيه بأنهم إرهابيون يجب القضاء عليهم. وكانــت النتيجــة أن العديــد من هــؤلاء الذين انضموا إلى الثــورة للإطاحة بالدكتاتور السابق صنفوا على أنهم متطرفون، مع أنه كان واضحا للعديد من الليبيين في ليبيا " عملية الكرامة " منذ البداية، وخاصة بعد قيام انقلاب عسكري في مصر، أن ليست سوى تكرار للسيناريو المصري الذي قام ليعرقل الديمقراطية في البلد، وإن كان بعضهم رأى أنها عملية عســكرية لتخليص البلاد من الإرهاب وإعادة القانون والنظام، مع أن الأمر لم يكن كذلك.

104

Made with FlippingBook Online newsletter