خلفية تاريخية منذ وصول معمر القذافي إلى الســلطة بانقلاب عســكري في سبتمبر/أيلول ، بــدأت الــولاءات القبلية تنمو حتى أصبحت مكونا أساســيا لنظامه. وكان 1969 إصدار الكتاب الأخضر بأقسامه الثلاثة إيذانا بانهيار إدارة الدولة، والقطاع الخاص والبنية التحتية في البلاد. لقــد كانت تلك هي طريقــة القذافي لإلغاء التأثير الليبرالي الغربي في البلاد، وقد بذل جهودا كبيرة في ســبيل ذلك، فمنع الانتخابات وأعاق إقامة دولة حديثة، وبدلا من ذلك حارب سيادة القانون ومكّن للانتماءات القبلية، حتى أصبحت القبيلة هي السلطة التشريعية التي تشكل هياكل الدولة والنظام السياسي بأكمله. كان اســتغلال إدارة الدولة من خلال أعمال المحســوبية والجهوية ممارســة ( (( شائعة يستخدمها نظام معمر القذافي لتمكين قبائل معينة من أجل السيطرة عليها، بحيث يعين في كل منطقة أفرادًا من القبائل المرموقة وحتى من القبائل العادية لتقلد مناصــب حكومية، وذلك لخدمة قبائلهــم ومناطقهم، وعليه يتم توزيع الثروة على المقربين من الحاشــية، كما يمنح الســفر والعلاج في الخارج لمن يصفقون للنظام كأعضاء اللجان الثورية واللجان الشعبية وبعض القبائل المشجعة لفكر معمر القذافي المدون في الكتاب الأخضر، في حين يعيش باقي السكان تحت خط الفقر. وقد كان حكم معمر القذافي الاستبدادي للشعب الليبي، ونهب وسائل عيشه، وتفكيك الشــركات الخاصة وتمليكها للمحســوبين على النظام، كانت كلها تطبيقا البيت " و " شركاء لا أجراء " مباشرا لكلمات القذافي في الكتاب الأخضر: كشعارات ( (( ، وشعارات أخرى تستخدم للتعبير عن الجماهيرية العظمى. " لساكنه ، الشفافية الدولية، التحالف العالمي " تضارب المصالح في التوظيف في القطاع العام في ليبيا " ((( .)2015 ضد الفساد، (ورقة عمل، يناير/ كانون الثاني (2) Vandewalle, D. Libya since independence: Oil and State Building , (Cornell University Press, 1998).
105
Made with FlippingBook Online newsletter