هائل وارتفاع في الأسعار. وبالإضافة إلى ذلك، استغل الإسلاميون المتطرفون هذه الفوضى وجاؤوا لتنفيذ أجندتهم في ليبيا، مما كان له أثر مدمر على حياة المواطن العادي الذي ما زال ينتظر معجزة للخروج من المأزق الذي وقع فيه. ، المنشق 2011 يوليو/تموز 28 ولقد كان اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس في عن نظام معمر القذافي الذي فتح ذراعيه للثورة وبعث آمالا عراضا لدى الليبيين في بناء جيش قوي وموحد، علامة على وجود مؤامرة لم يلاحظها أحد، وبداية لسلسلة من الاغتيالات اســتهدفت الضباط والعسكريين، ثبت أنها كانت بداية ثورة مضادة وخلق فراغ جديد لدكتاتور جديد مدعوم من الخارج يتم التمهيد له ليظهر بصورة ، " المخلص " المنقذ والمخلص. وكان خليفة حفتر هو ذلك الرجل الذي ســيصبح والذي سيعيد ليبيا إلى الحكم الاستبدادي، فهو رجل له تاريخ، حيث كان من بين ، 1969 الضبــاط الذين أطاحــوا بالملك إدريس الأول في انقلاب عســكري عام وكان يد القذافي اليمنى قبل القبض عليه في تشــاد ثم انشــقاقه اللاحق في أواخر الثمانينيات، وهو لم يكن في الواقع معارضا لفكرة الحكم العســكري ولا لطريقة حكم القذافي للبلاد، بل كان معارضا لشخص معمر القذافي. خليفة حفتر كان ظهــور تنظيم الدولة الإســ مية والجماعــات المتطرفة الأخرى في برقة بشــكل رئيســي، وفي درنة وبنغازي بعد الثورة، قد خدم حفتر بشــكل كبير، حيث أتاح له اتهام كل من يختلف معه زورًا بالإرهاب، ووفّر له دعاية تقوم على تخليص البلاد من الإرهاب. وفي هذا الســياق، دفعت سلســلة الاغتيالات التي اســتهدفت شيوخ القبائل وقوّضت النفوذ والســلطة القبلية في الشــرق، إلى الولاء لخليفة حفتر الذي تظاهر بأن كل همّه هو توفير الأمان، ورأت قبائل تلك المنطقة أن حفتر هو الوحيد الذي يمكنه تعزيز شرعيتها مرة أخرى، فتنازلت عن الحرية مقابل الأمن.
107
Made with FlippingBook Online newsletter