قادة ليبيا الصاعدون: أصوات غير مسموعة لجيل قادم

حاول خليفة حفتر بســط نفوذه مهما كان الثمن، فســلح القبائل وأشركها في الغنيمة مرة أخرى كما فعل القذافي، فتمكن بعد كســب ولاء شــيوخ وشخصيات الجيش " من تشكيل تحالف عسكري من القبائل وبقايا النظام القديم تحت مسمى " الجيش الوطني الليبي " وأعلن انقلابه العسكري، علما بأن مصطلح " الوطني الليبي كان مضلًّ لأن ما جمعه كان عبارة عن ميليشيات ما هي بجماعات وطنية ولا هي بجيش رسميّ. على الجماعات " الإرهاب " ولإضفاء الشــرعية على حربه، أطلق حفتر صفة المنافســة، وعلى أفراد ليســت لهــم علاقة بمنظمات إرهابيــة وليس لهم ماض في التطرف، متبعًا بذلك نفس الأســاليب التي اتبعها رئيســه الســابق في إسكات المعارضة الليبية. ومن المعروف منذ فترة طويلة أن القبائل الليبية تعرضت للاستغلال والتلاعب وفي الشرق الليبي تكرر الأمر، حيث اصطفت ( (( بشكل مستمر من قبل إدارة الدولة، القبائل خلف حفتر بعضها فعل ذلك دون تروّ، وبعضها الآخر رأوا فيه مصالحهم، واستمروا في تأجيج الصراع بإرسال موجات من أبنائهم إلى الخطوط الأمامية في حرب ضروس. أمــا من يكتشــفون حقيقة حفتــر ودوافعه ويعارضون أفعالــه، فيتم تصنيفهم ، وتجبر قبائلهم على نبذهم " بالإخوان المسلمين " كمتطرفين، ويقال إنهم على صلة علنًا، وأحيانًا على شاشات التلفزيون كما كان الحال بالنسبة للكثيرين، فتم سجنهم أو حتى إعدامهم، وكأن التاريخ يعيد نفســه، وكأنها لم تكن نفس الإجراءات التي عانى منها الليبيون في عهد الديكتاتور السابق. واتضح أن خليفة حفتر ســيحارب التمدن في بنغازي، ولكي يبعث برســالة واضحة لخصومه أعلن انقلابه العسكري من مهد الثورة الليبية هناك، وجعل تمكين (1) Al-Rabo, Abu Al-Qasem Ali, "Libyan tribes: Part of the problem or a solution?", Middle East Monitor , August 2018, (last visited 27 th October 2021): https://www.middlee- astmonitor.com/20180808-libyan-tribes-part-of-the-problem-or-a-solution/

108

Made with FlippingBook Online newsletter