قادة ليبيا الصاعدون: أصوات غير مسموعة لجيل قادم

القبائل البدوية وســكان الأرياف والبلدات المجاورة وقودًا لحملته العســكرية ضد بنغازي التي أظهر له سكانها مقاومة شرسة. وهكــذا بــدأت قبائل من البلدات المجاورة لبنغازي في إرســال موجات من المقاتلين لدعم حفتر، وخاصة بلدات المرج وتوكرة وبرسس وأجدابيا مسقط رأسه. وقد دعا شــيوخ القبائل بلا توقف إلى ذبح الأبرياء من الرجال والنســاء والأطفال كما رأينا، وأبرزهم بلعيد الشــيخي حيث دعا الجيش الوطني الليبي إلى إعدام من عامًا أثناء الحصار الوحشــي لمنطقة قنفودة. وهذا ما شجع 14 تزيد أعمارهم عن الميليشيات المسلحة على القيام بأعمال العنف فظهروا وهم يتباهون بجرائم الحرب التي ارتكبوها. كانت مدينة درنة تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في ذلك الوقت، وحتى ، يقال إن الجيش الوطني الليبي ترك له 2016 بعد هزيمته من قبل شباب المدينة عام ممرا آمنا إلى معقله في سرت. وقد ظل سكان درنة شوكة في حلق حفتر، وعارضوا ميليشــياته وقاتلوهم بنشاط، مما أدى إلى حصار وحشي استمر مدة ثلاث سنوات ثم تم إخضاع المدينة من قبل الميلشــيات القبلية التابعة لخليفة حفتر من البلدات المجاورة كالبيضاء وعين مارة والقبة وأم الرزم، إضافة إلى المرتزقة الأجانب. وللتذكير فإن درنة هي موطن العديد من القبائل الأندلسية والأمازيغية القادمة من غرب ليبيا، والنســيج الاجتماعي فيها يلعب دورا مهما في تفســير كيفية ظهور الأحــداث منذ بدايــة الحصار وحتى اجتياح المليشــيات القبلية لها، وكيف اتبعوا أســاليب التطهير العرقــي، من خلال قتل واحتجاز وتشــريد آلاف العائلات التي يعود أصلها إلى المنطقة الغربية. وأضرت هذه الميليشيات بالنسيج الاجتماعي في درنة وبنغازي الذي اســتمر منذ قرون وشــردوا عائلات تعود أصولها إلى مصراتة وزليتن وتاجوراء. ، وأن عملية الكرامة لا تختلف 2014 لا يختلف عن عام 1969 ويبدو أن عام عن ثورة الفاتح، لأن الرتب التي كانت تُمنح سابقا لأبناء معمر القذافي تمنح الآن لأبنــاء خليفــة حفتر، وحفتر تقدم له نفس الطقوس التي هي أشــبه بعبادة الأصنام

109

Made with FlippingBook Online newsletter